Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 1-1)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { بَرَآءَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } أي هذهِ مِن اللهِ ، فيكون رَفعاً على الابتداءِ ، ويجوزُ أن يكون ( بَرَاءَةٌ ) رَفعاً بالابتداءِ ، وخبرهُ : { إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ } . والبراءةُ : رفعُ العِصمَةِ ، يقالُ : فلانٌ بريءٌ من فلانٍ ، وبرِىءَ اللهُ مِنَ المشرِكين . وإنما ذكرَ اللهُ تعالى هذه الآيةَ من العهدِ ؛ لأنَّ المشركين كانوا ينقضُونَ العهدَ قبلَ الأجَلِ ، ويُضمِرُونَ الغدْرَ ، فأمرَ اللهُ بنَبْذِ العهدِ إليهم ، إما بخيانَةٍ مَستُورَةٍ ظهرت أمَارَتُهَا منهم ، وإما أن يكون شرطُ النبيِّ عليه السلام لنَقضِهم في العهدِ أنْ يُقِرَّهُم ما أقرَّهم اللهُ . فأما تركُ البسملةِ في أوَّل هذه السُّورة ، فقد رُوي أنَّ أُبَيَّ بن كعبٍ سُئِلَ عن ذلكَ فقال : ( لأنَّهَا نَزَلَتْ فِي آخِرِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ أوَّلَ كُلِّ سُورَةٍ ( بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) وَلَمْ يَأْمُرْ فِي سُورَةِ الْبَرَاءَةِ بذَلِكَ ، فَضَمَّتْ إلَى الأَنفَالِ لِشَبَهِهَا بهَا ) يعنِي أنَّ أمرَ العُهودِ مذكور في الأنفالِ ، وهذه السُّورة نزلَتْ بنقضِ العهُودِ . سُئل عليٌّ رضي الله عنه عن هذا فقالَ : ( لأَنَّ هَذِهِ السُورَةَ نَزَلَتْ فِي السَّيْفِ ، وَلَيْسَ لِلسَّيْفِ أمَانٌ ، وَبسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنَ الأَمَانِ ، ولأَنَّ الْبَسْمَلَةَ رَحْمَةٌ ، وَالرَّحْمَةُ أمَانٌ ، وَهَذِهِ السُّورَةِ نَزَلَتْ بالسَّيْفِ وَلاَ أمَانَ فِيْهِ ) .