Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 3-3)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } ؛ أي وإعلامٌ من اللهِ ورسوله إلى الناسِ يومَ الحجِّ الأكبرِ وهو يومُ النحرِ ، كذا روَى ابنُ عبَّاس ، وسُمي يومُ النحرِ يومَ الحجِّ الأكبرِ ؛ لأنه اتَّفقَتْ فيه الأعيادُ على قولِ أهل الْمِلَلِ . وعن النبيِّ صلى الله عليه وسلم : " أنَّهُ يَوْمَ عَرَفَةَ " ، قال قيسُ ابن مَخْرَمَةَ : " خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَقَالَ : " أمَّا بَعْدُ ؛ فَإنَّ هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ " . ويروى أنَّ عَلِيّاً رضي الله عنه خرجَ يوم النَّحرِ على بغلةٍ بيضاءَ إلى الجبانة ، فجاءَهُ رَجُلٌ فأخَذَ بلِجَامِهَا وسَأَلَهُ عن يومِ الحجِّ الأكبرِ ، فقال : ( هُوَ يَوْمُكَ هَذَا ، خَلِّ سَبيلَهُ ) . وسُئلَ عبدُاللهِ بن أبي أوفَى عن يومِ الحجِّ الأكبرِ ، فقالَ : ( سُبْحَانَ اللهِ ! هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ يَوْمَ يُهْرَاقُ فِيْهِ الدِّمَاءُ وَنَحْلِقُ فِيْهِ الشَّعْرَ وَيُحَلُّ فِيْهِ الْمُحَرَّمُ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَذَانٌ } عطف على قوله : { بَرَآءَةٌ } . قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } أي أن اللهَ ورسولهُ برِيءٌ من المشركين ، تقديرهُ : أنَّ اللهَ برِيءٌ ورسولهُ أيضاً بَرِيءٌ . ومَن قرأ ( وَرَسُولَهُ ) بالنصب فعلى معنَى وأن رسولَهُ بريءٌ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } ؛ أي تبتُم من الشِّرك فهو خيرٌ لكم من الإقامةِ عليه . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن تَوَلَّيْتُمْ } ؛ معناهُ : وإنْ أعرَضتُم ، { فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي } ؛ فَائِتِينَ عن ؛ { ٱللَّهِ } . وقولهُ تعالى : { وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } ؛ تكرارٌ للوعيدِ ، وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال : ( كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالبَرَاءَةَ إلَى مَكَّةَ ) فَقِيلَ لأَبي هُرَيْرَةَ : بمَ إذاً كُنْتُمْ تُنَادُونَ ؟ قََالَ : ( كُنَّا نُنَادِي : أنَّهُ لاَ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إلاَّ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَحُجَّنَّ هَذَا الْبَيْتَ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ مَشْرِكٌ وَلاَ عُرْيَانٌ ، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ فَأَجَلُهُ إلَى أرْبَعَةِ أشْهُرٍ ، فَإذَا مَضَتْ أرْبَعَةُ أشْهُرٍ فَإنَّ الله بَرِيءٌ مِنْ عَهْدِ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ) .