Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 94, Ayat: 5-6)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

معناهُ إنَّ مع الشدَّة التي أنتَ فيها من جهادِ " هؤلاء " المشركين رجاءَ أن يُظفِرَكَ اللهُ عليهم حتى ينقادُوا للحقِّ طَوعاً وكَرهاً ، { إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً } لتأكيد الوعدِ وتعظيم الرَّخاء . وَقِيْلَ : معناهُ : فإن مع العُسرِ يُسراً في الدُّنيا ، إنَّ مَع العُسرِ يُسراً في الآخرةِ . وَقِيْلَ : إنَّ هذه الآية تسليةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابهِ فيما كانوا فيه من الشدَّة والفقرِ ، يقولُ : إنَّ مع الشدَّة رخاءً وسَعةً . ورُوي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا نزَلت هذه الآيةُ قالَ لأصحابهِ : " أبْشِرُوا فَقَدْ آتَاكُمُ اللهُ الْيُسْرَ ، لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ " . وإنما قالَ ذلك ؛ لأنَّ العسرَ مَعرفةٌ ، و ( يُسراً ) نَكرةٌ ، والمعرفةُ إذا أُعيدت كان الثانِي هو الأولُ ، والنَّكرة إذا أُعيدت كان الثانِي غيرُ الأوَّل ، واليُسر الأوَّل هو اليُسر في الدنيا يعقبُ العسرَ ، واليسرُ الثانِي هو اليسرُ في الآخرةِ بالثواب ، يقولُ الرجل لصاحبهِ : إذا اكتسبتَ دِرهماً فَأنفِقْ دِرهماً ، يريدُ بالثاني غيرَ الأولِ ، فإذا فقالَ : إذا اكتسبتَ دِرهماً فأنفِقِ الدرهمَ ، فالثانِي هو الأولُ . وعن ابنِ مسعود قال : ( ( وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ ، لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ لَطَلَبَهُ الْيُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ ، إنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ) ) .