Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 1, Ayat: 2-2)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
في وصل { الرَّحِيـمِ } بـ { ٱلْحَمْدُ } ، عند النحويين ثلاثة أوجه : - أحدها : أن تقول " الرَّحِيْمِ . الحَمْدُ لله " فتكسر الميم وتقف عليها وتقطع ألف الحمد . وهذا مستعمل عند القراء حسن ، وهو مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم روته أم سلمة . - والثاني : أن تقول : " الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لله " ، فَتَصِل الألف وتعرب الرحيم بحقه من الإعراب فتكون الكسرة خفضاً ، وإن شئت / قدرت أنك وقفت على الرحيم بالإسكان ، ثم وصلت فكسرت الميم لسكونها وسكون لام الحمد بعدها ، ولا يعتد بألف الوصل لسقوطها في درج الكلام . وهذان الوجهان حسنان مستعملان في القراءة . - والوجه الثالث : حكاه الكسائي سماعاً من العرب ، أن تقول : " الرَّحِيمَِ الحَمْدُ " فتح الميم ووصل الألف وذلك أنك تقدر أنك أسكنت الميم للوقف عليها وقطعت ألف الحمد للابتداء / بها ، ثم ألقيت حركتها على الميم وحذفتها فانفتحت الميم . ولا يقرأ بهذا . وقد ذكر الفراء هذا التقدير في قوله تعالى : { الۤمۤ * ٱللَّهُ } [ آ ل عمران : 1 - 2 ] وذكره غيره . وستراه إن شاء الله ومثله قياس وصل " نَسْتَعِينُ " بِـ " اهْدِنَا " . والألف الأول من اسم " الله " تحذف من الخط مع اللام ، تقول : " لله الحجة ، ولله الأمر " ، فإن قلت : " بالله أتق " ، و " ليس كالله أحد " ؛ لم يجز حذف الألف من الخط ، وعلة حذفها من الخط مع اللام ، دون سائر حروف الجر ، أنَّ اللام مع الألف يصيران حرفاً واحداً في رأي العين . والألف مع اللام الثانية بمنزلة " قَدْ " لأنهما زيدا معاً للتعريف لا يفترقان . فلو أثبتت الألف مع اللام الأولى ، كنت قد فصلتها مع اللام الأولى من اللام الثانية . / وقيل : إنما حذفت الألف من الخط مع اللام ، لئلا تصير " لا " فتشبه النفي . فإن كانت الألف مقطوعة لم تحذف الألف مع اللام ، ولا مع غيرها من حروف الجر في الخط نحو قولك : " لألواحك حُسْنٌ ، ولألواحِك بياض " ، وإنما ذلك ، لأن الألف في هذا ليست مع اللام للتعريف إذ اللام أصلية فجاز انفصالها من اللام الثانية مع اللام الأولى . قوله : { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } . الرب المالك . فمعناه : مالك العالمين . وقيل : الرب السيد . وقيل : المصلح ، يقال : " رَبَّه يَرُبُّه رَبّاً " إذا أصلحه . ويقال على التكثير : رَبَّتَهُ وِرَِبَّاهُ ورَبَّبَهُ . / فالذين يقولون : " رَبَّتَه " بالتاء ، أصله عندهم رَبَّبَهُ ثم أبدلوا من الباء الثالثة " ياء " ، كما يقال ، تقَضَّيْتُ " في " تَقَضَّضْتُ " ثم أبدلوا من الياء تاء . كما أبدلوا من الواو تاء في " تُراتٍ " ، و " تُجاهٍ " و " تولج " وأصله " وولج " على " فوعل ، من " ولجت " . وبدل التاء من الياء قليل شاذ ، وهو في الواو كثير . و { ٱلْعَالَمِينَ } جمع عالم . والعالم هو جميع الخلق الموجود في كل زمان . وروى عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه في قول الله : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } . قال : " العالمون ثمانية عشر ألف ملك في نواحي الأرض الأربع ، في كل ناحية أربعة آلاف ملك وخمسمائة ملك مع كل ملك منهم عدد الجن والإنس ، فبهم يدفع الله العذاب عن أهل الأرض " .