Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 13-14)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } إلى قوله { كَيْفَ تَعْمَلُونَ } . معنى الآية : أنها تحذير للمشركين أن يصيبهم ما أصاب من كان قبلهم إذا أشركوا . ومعنى { لَمَّا ظَلَمُواْ } : لما أشركوا . { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } : أي : من عند الله عز وجل بالحجج والبراهين . وقوله : { وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } أي : لم يكونوا ليوفَّقوا إلى الإيمان ، لِمَا تقدم في علم الله عز وجل منهم . وقيل : المعنى ما كانوا ليؤمنوا جزاءً منه ( لهم ) على كفرهم طبع على قلوبهم ، ودل على ذلك قوله : { كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } أي : نطبع على قلوبهم ، فلا يؤمنون جزاء بكفرهم . وقيل : المعنى : كما أهلكنا هذه القرون من قبلكم بشركهم ، كذلك أفعل بكم بشرككم ، وتكذيبكم رسلكم إن أنتم لم / تتوبوا وتؤمنوا . وقيل المعنى : ما كانوا ليؤمنوا جزاء بما كذبوا به أَوَّلاً بعد أن تبين لهم الحق ، فكان ما ختم لهم به من ترك الإيمان عقوبة لهم على التكذيب أوَّلاً . ثم قال تعالى : { ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ مِن بَعْدِهِم } أي : جعلناكم أيها المخاطبون تخلفون من مضى من القرون الهالكة بشركهم { لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } : أي : كيف عملكم من عمل من كان قبلكم من القرون . وقد علم تعالى ما هم عاملون ، ولكن أراد ظهور الأعمال التي تقع عليها المجازاة ، فيستحقون العذاب ، كما استحق من كان قبلكم إن أشركتم ، أو الثواب الجزيل إن آمنتم . والعامل في " كيف ( تعملون ) " : لام " لننظر " . وروى عبد الحميد بإسناده عن ابن عامر { لِنَنظُرَ } بإدغام النون في الظاء وهو بعيدٌ جدّاً .