Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 34-35)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } إلى قوله { تَحْكُمُونَ } . والمعنى : قل يا محمد لهؤلاء المشركين : / { هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ } أي : آلهتكم . { مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ } أي : ينشؤه من غير أصل ، ولا مثال ، { ثُمَّ يُعِيدُهُ } : أي : ثم يَفْنِيهِ ، إذا شاء ، ثم يعيده كهيئته قبل أن يفنيه ، فإنهم لا يدعون ذلك لآلهتهم . وينقطعون ، فقل لهم : { ٱللَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } بعد إفنائه { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } : أي : من أي وجه تصرفون وتقلبون عن الحق . { ثُمَّ يُعِيدُهُ } : وقف . ثم قال تعالى : { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ } وسيبويه يمنع الكسر في ( يهدي ) في الياء ، ويجيزه في التاء ، والنون ، والهمزة لأن الكسر ثقيل في الياء ، والكسر في الهاء إنما يجوز لالتقاء الساكنين . وأما قراءة من قرأ يهدي بالتخفيف والإسكان . فقال الكسائي والفراء : ( يهدي ) بمعنى ( " يهتدي " ) . وقال المبرد : لا يُعرف " هدى " بمعنى " اهتدى " قال : ولكن التقدير : أَمَّنْ لا يهدي غيره . ثم قال : { إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ } على الاستثناء المنقطع ، كأنه تم الكلام عند قوله : { أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ } ثم استأنف فقال : " لكنه يحتاج أن يهدي " . وروي عن ابن عامر : " إلا أن يَهَدِّي " بالتشديد . وقوله : { فَمَا لَكُمْ } هذا تمام الكلام عند الزجاج ، والمعنى : فأي شيء لكم في عبادة الأصنام . ثم قال : ( لحين تحكمون ) كيف في موضع نصب بـ " تحكمون " . ومعنى الآية : هل من شركائكم من يهدي إلى الحق ، أي : يرشد إليه ضالاً . فإنهم لا يدعون ذلك ، إذ عجزهم يمنعهم من ذلك . فقل لهم يا محمد : { ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ } : أي : يرشد الضُّلال إلى الهدى . { أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ } إلى ما يدعو إليه { أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ } : أي : أمَّن لا ينتقل من مكانه إلا أن ( ينقل ) { إِلَى ٱلْحَقِّ } : وقف ، { إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ } وقف . { فَمَا لَكُمْ } وقف عند أبي حاتم ، والزجاج ، وابن الأنباري . وقال غيرهم : { كَيْفَ تَحْكُمُونَ } هو التمام .