Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 30-33)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ } إلى قوله { لاَ يُؤْمِنُونَ } . { هُنَالِكَ } : نصب على الظرف ، واللام زائدة ، وكسرت لالتقاء الساكنين ، والكاف للخطاب . والمعنى : في ذلك الوقت . ومن / قرأ " تتلو " بتاءين فمعناه : في ذلك الوقت تتبع كل نفس ما قدمت من عمل . روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يَمْثُلُ لكل قوم ما كانوا يعبدون من دون الله سبحانه فيتبعونه حتى يردوا بهم إلى النار . ثم تلا هذه الآية " . والعرب تقول : فلان " يتلو طريقة أبيه " : أي : يتبع ، ومنه قوله : { وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } [ هود : 17 ] . وقيل : معنى { تَتْلُو } تقرأ . أي : في ذلك الوقت يقرأ كل إنسان ما أسلفه في الدنيا من عمل ، أي : يقرأ كتاب حسابه كما قال : { وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً } [ الإسراء : 13 ] . وقال ابن زيد : تتلو : تعاين ما عملت . ومن قرأ " تبْلو " بالباء فمعناه : تختبر كل نفس ثواب ما عملت من خير ، أو شر . وتصديق ذلك قوله : { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } [ الطارق : 9 ] ، والقراءتان متقاربتان ، لأن من اختبر شيئاً فقد اتبعه ليختبره ومن اتبع شيئاً فهو أقرب الناس إلى اختباره وقراءته ومعاينيه . قوله : { مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ } يجوز نصب الحق على المصدر المؤكد لردوا ، أو لمولاهم . ويجوز نصبه على المدح بمعنى " أغنى " ويجوز الرفع على " هو مولاهم الحق " ، والخفض على النعت لله عز وجل . { وَضَلَّ عَنْهُمْ } : أي : بطل ما كانوا يفترون ، أي : يتخرصون من الأنداد والآلهة . و " ما " والفعل مصدر في موضع رفع بـ ( ضَلَّ ) . ثم قال تعالى : { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } : أي : من ينزل من السماء الغيث ، ومن خلق المصالح التي بها تم معاشكم : من شمس وريح ، وحر وبرد . ومن الأرض والنبات ، والعيون والمنافع . { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ } : أي : يملكها ، ويزيد في قواها ، أو يسلبكموها ومن يملك الأبصار أن تضيء لكم ، أو يذهب بنورها . ومن يخرج الحي من الميت ، ويخرج الميت من الحي . قد تقدم ذكرها في آل عمران . قوله : { وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } : أي : " أمر السماء والأرض وما فيهن " { فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ } : أي : الذي فعل ذلك الله عز وجل فقل لهم يا محمد : { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } : أي : " أفلا تخافون عقاب الله سبحانه على شرككم " . { فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ } : وقف . ثم قال تعالى : { فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ } : أي : ذلكم الله الذي فعل هذه الأشياء واخترعها هو { رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ } : أي : الذي لا شك فيه . { فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ } ( المعنى : أي : منزلة بعد الحق إلا الضلال . أي : من ترك الحق حل في الضلال ) . { فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } أي : من أين تصرفون عن الحق ، وأنتم مقرون بالله سبحانه مخترع جميع هذه الأشياء . ثم تعبدون من لا يخلق شيئاً ، ولا يملك ضراً ولا نفعاً . { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } الكاف من كذلك في موضع نصب والتقدير : كما صرف هؤلاء عن الحق إلى الضلال { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ } : أي : خرجوا من دين الله سبحانه . { أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } : أن في موضع نصب على معنى بأنهم ، أو لأنهم . وقال الزجاج : يجوز أن تكون في موضع رفع على البدل من الكلمات ، وأجاز الأخفش ، والفراء في الكسر في أن على الإلزام لترك الإيمان . وقيل : المعنى " حق عليهم أنهم لا يؤمنون " . " فإن " : في موضع رفع خبر " حق " . ومعنى : ( حقت عليهم كلمات ربك ) : أي : وجب عليهم في علمه ، وفي السابق في اللوح المحفوظ { أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } .