Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 56-58)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } إلى قوله { خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } . والمعنى : والله عز وجل يحيي ويميت ، فلا يتعذر عليه إحياؤهم بعد مماتهم . { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } . و " ألا " في جميع هذا تنبيه . ثم قال تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ } : وهو القرآن ، يذكركم عقاب الله عز وجل ، وثوابه ، جلت عظمته . { مِّن رَّبِّكُمْ } : أي : لم يختلق ذلك محمد ، بل هو من عند الله عز وجل ، { وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ } : أي : دواء لما في الصدور من الجهل بالله سبحانه ، وآياته ، وفرائضه ، وطاعته ، ومعاصيه . { وَهُدًى } : أي : " وبيان لحلاله وحرامه " . { وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } أي : يرحم به من يشاء من خلقه ، فينقذه به من الضلالة إلى الهدى ، فهو رحمة للمؤمنين ، وعمى للكافرين ، كما قال : { وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى } [ فصلت : 44 ] . ثم قال تعالى : قل - يا محمد - { بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } أي : بفضل الله عز وجل ، وهو الإسلام الذي تفضل على العباد المؤمنين بالهداية إليه وبرحمته سبحانه التي رحمكم ، فاستنقذكم من الضلالة . { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } : وعن ابن عباس أنه قال : فضل الله عز وجل القرآن ، ورحمته سبحانه أن جعلهم من أهل القرآن . وهو قول مجاهد . والعرب تأتي " بذلك " للواحد والاثنين والجمع ، وهو هنا للاثنين . وقرأ يزيد ابن القعقاع : " فلتفْرَحُوا " بالتاء ، ورواها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقرأ أُبَيّ بالتاء في الحرفين . وفي حرف أبَي : " فبذلك فافرحوا " . وقيل : الفضل هنا الإسلام ، والرحمة : القرآن ، قاله ابن عباس ، وقتادة . وقال أبو سعيد الخدري الفضل : القرآن ، والرحمة : أن جعلكم من أهله . وروي عن ابن عباس أيضاً : الفضل : القرآن ، والرحمة : الإسلام . وهو قول زيد ابن أسلم ، والضحاك . { خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } أي : من الأموال . ومن قرأ " فلتفرحوا " بالتاء ، ويجمعون بالياء . فمعناه : فبذلك فافرحوا يا أيها المؤمنون . هو خير مما يجمع الكفار من الأموال . ومن قرأهما بالتاء ، فعلى المخاطبة للمؤمنين . ومن قرأهما بالياء ، فعلى الأمر للكفار : أي : فبالقرآن ، والإسلام فليفرح هؤلاء المشركون . { هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } : من الأموال . { مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } [ يونس : 55 ] : وقف . { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } : وقف عند أحمد بن جعفر .