Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 53-55)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ } إلى قوله { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } . { أَحَقٌّ هُوَ } هو : ابتداء ، وخبره " أحق " . وقال سيبويه : ( أحق ) : ابتداء ، وهو فاعل يسد مسد الخبر . ومعنى الآية : ويستخبرك يا محمد هؤلاء المشركون : أحق ما تعدنا به من الآخرة ، ومن المجازاة على أعمالنا . قل لهم يا محمد : { إِي وَرَبِّيۤ } : نعم وربي { إِنَّهُ لَحَقٌّ } : أي : إن الذي يعدكم من ذلك ، لحق آت لا شك فيه . { أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } : أي : لستم تعجزون الله إذا أراد بكم أمراً بهرب ، ولا امتناع . { إِي وَرَبِّيۤ } : وقف ، كما تقول : " نعم والله " . والتمام : إنه لحق . ثم قال تعالى : { وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي ٱلأَرْضِ } : " أَنَّ " : في موضع رفع بفعل مضمر ، لأن حق لو ( أ ) لا يليها إلا الفعل مضمراً ، أو مظهراً . فسبيل ما بعدها أن يكون مرفوعاً بالفعل المقدر . والمعنى : ولو أن لكل نفس كفرت بالله سبحانه ، وآياته ، ( جلت عظمته ) ما في الأرض ، من قليل ، أو كثير لافتدت به من عذاب الله إذا عاينته . وذلك لا يكون لها أبداً ، ولو كان لها لافتدت به ، ولو افتدت به لم يقبل منها . قوله : { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ } : أي : أسَرَّ كثيراً . وهم الندم من ضعفائهم حين عاينوا العذاب ، وعلموا أنه واقع بهم . وقيل : المعنى : ( وأسروا ) : أظهروا الندامة عند ذلك . قال المبرد : معناه : بدت الندامة في أسرة وجوههم ، وهي الخطوط التي في الجبهة ، واحِدها سِرارٌ . { وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ } : أي : بالعدل . ثم قال تعالى منبهاً : ( أَنَّهُ غَنِيٌ عما في الأرض ( و ) لو افتدوا به ) وأنه لا يملك هذا الكافر شيئاً : { أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } : فليس للكافر شيء يفتدي به . ثم قال : { أَلاَ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } : أي : عذابه الذي استعجله / هؤلاء المشركون حق واقع لا شك فيه . { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } : حقيقة ذلك ، فهم من أجل جهلهم يكذبون .