Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 73-78)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ } إلى قوله { وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ } . والمعنى " فكذب نوحاً قومه فيما أخبركم به على الله عز وجل من الرسالة " . { فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ } : أي : ممن آمن في الفلك ، وهي السفينة . { وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ } : أي : جعلنا من معه ممن حمل في السفينة خلائف : أي : يخلفون من أهلك من قومه ، وهو جمع خليفة . { وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } : أي : بحُجَجِنا وأدلتنا . فانظر يا محمد { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنْذَرِينَ } : الذين أنذرهم نوح . فكذبوه . فليحذر هؤلاء الذين كذبوا بك مثل ما نزل بقوم نوح . قوله : { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ } : أي : بعثنا بعد نوح كل رسول إلى قومه ، { فَجَآءُوهُمْ بِٱلْبَيِّنَٰتِ } : وهي العلامات الواضحات الدالة على صدقه فيما يقول ، وما يدعو إليه . { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ - بذلك - كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ } : أي : كما طبعنا على قلوب قوم نوح ، كذلك نطبع على قلوب من اعتدى فتجاوز أمر ربه ، وكفر به . { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ مُّوسَىٰ } : أي : من بعد الرسل التي بعثت من بعد نوح { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ } : أي : وأشراف قومه ، فاستكبروا عن الإقرار بآياتنا { وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } : أي : آثمين بكفرهم . { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا } : أي : جاءهم ما لا يشكون في أنه حق قالوا : إن الله الذي جئت به { لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } : ظاهر ، قال لهم موسى : { أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ أَسِحْرٌ هَـٰذَا } . قال الأخفش : أسحر هذا : حكاية لقولهم . وقيل : إن الألف دخلت ، لأنهم تعجبوا ، واستعظموا ما أتاهم به موسى ، فقالوا : أسحر هذا على الاستعظام ، لا على الاستخبار . وقيل : إن السحر من قوم موسى مُنْكر على فرعون وملئه إذ قالوا : هذا سحرٌ . وفي الكلام حذف . والتقدير : قال موسى : { أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ أَسِحْرٌ هَـٰذَا } : فقولهم محذوف دلَّ عليه قول موسى على طريق الإنكار لما قالوا : { وَلاَ يُفْلِحُ / ٱلسَّاحِرُونَ } : أي : لا ينجحون . { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا } : أي : لتصرفنا ، وقيل : لتلوينا . وقيل : لتعدلنا . والمعنى متقارب . { عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا } : من عبادة الأصنام . { وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَآءُ } : أي : الملك وقيل : السلطان . وقال الضحاك : الطاعة ، وقيل : العظمة . والمعاني متقاربة . { وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ } : أي : بمصدقين أنكما رسولان لله عز وجل .