Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 71-72)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ } إلى قوله { مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } . قوله : وشركاؤهم : قال الكسائي ، والفراء : هو بمعنى : وادعوا شركاءكم . وقال المبرد : نصبه على المعنى ، كما قال متقلداً سيفاً ورمحاً ، وقال الزجاج هو مفعول معه . وروى الأصمعي عن نافع : " فاجْمَعُوا " موصولة الألف من : جمَع ، وهي قراءة الجحدري . وهما لغتان : جمع وأَجمع . وقرأ الحسن ، وابن أبي إسحاق ، وعيسى ويعقوب : " فأجْمِعُوا أمركم وشركاؤُكم بالرفع ، عطفا على المضمر في " أجمِعوا " : وحسن ذلك لما حال بينهما بالمفعول ، فقام مقام التوكيد . وقيل : إن " الشركاء " رفع بالابتداء ، والخبر محذوف . أي : وشركاؤكم ليجمعوا أمرهم ، والشركاء هنا : الأصنام ، وهي لا تصنع شيئاً . إلا أن يكون المعنى على التوبيخ لهم ، كما قال لهم إبراهيم : { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ } [ الأنبياء : 63 ] . ومن نصب " الشركاء " حمله على المعنى ، أي : وادعوا شركاءكم ، ولا يُعطف على الأمر بتغير المعنى . يقال : أجمعتُ الأمر وعلى الأمر : عزمتُ عليه . فلا معنى لعطف الشركاء على هذا المعنى ، فلا بد من إضمار فعل . ومعنى الآية : إن الله تعالى ذكره ، يقول لنبيه : واتل عليهم يا محمد خبر نوح إذ قال لقومه : يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي ، وشق عليكم تذكيري بآيات الله ، ووعظي إياكم ، فعزمتم على قتلي ، أو طردي من بين أظهركم فعلى الله اتكالي ، وبه ثقتي . { فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ } : أي : أعدوا ما تريدون ، واعزِموا على ما تشاؤون . يقال : أجمعت على كذا : إذا عزمت عليه . والشركاء هنا : آلهتهم . وقوله : { لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً } : أي : لا يكن ملتبساً مشكلاً ، من قولهم : غم على الناس الهلال : وذلك إذا أشكل عليهم أمره . وقيل معناه : " ليكن أمركم ظاهراً منكشفاً " . { ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونَ } : أي : ثم افعلوا ما بدا لكم ولا تؤخروه . { فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ } : أي : إن توليتم عني بعد دعائي إياكم إلى الله عز وجل . فإني لم أسألكم عما دعوتكم إليه أجراً ، ولا عوضاً أعتاضه منكم على دعائي . ما أجري إلا على الله ، وأمرني ربي أن أكون من المسلمين . فمن أجل ذلك أدعوكم إلى مثل ما أنا عليه .