Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 93-95)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ } إلى قوله { ٱلْخَاسِرِينَ } . المعنى : ولقد أنزلناهم منازل صدق . قال الضحاك : يعني : مصر ، والشام . وقال قتادة : الشام ، وبيت المقدس . { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } يعني : من حلال الرزق . { فَمَا ٱخْتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } الذي يعلمونه ، وذلك أنهم كانوا قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، مجتمعين على نبوته ، والإقرار به ، وبمبعثه . فلما جاءهم كفروا به . واختلفوا فيه . فآمن بعضهم ، وكفر بعضهم . والعلم هنا : النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو بمعنى العلوم الذي كانوا يعلمونه . وقيل : العلم كتاب الله عز وجل ، قاله ابن زيد . فعلوا ذلك بغياً : أي : منافسة في الدنيا . ثم قال تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ } - يا محمد - { يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } : أي : من أمري في الدنيا . فيدخل المكذبين النار ، والمؤمنين الجنة . { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } : وقف ، { مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } : وقف . ثم قال تعالى : { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ } : أي : إن كنت يا محمد في شك من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في نبوءتك ، قبل أن نبعثك رسولاً ، لأنهم ( كانوا ) يجدونك في التوراة ، ويعرفونك بالصفة التي أنت بها موصوف { فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ } يعني : عبد الله بن سلام ، وشبهه من أهل الإيمان ، والصدق منهم . وهذه مخاطبة للنبي ، والمراد به أمته . وقيل : " إن " بمعنى " ما " ، والمعنى : فما كنت يا محمد في شك . ثم قال : { فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ } سؤال ازدياد ، كما قال إبراهيم : { بَلَىٰ وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } [ البقرة : 260 ] . وقال المبرد : المعنى : قل يا محمد للشاك في ذلك إن كنت في شك ، فاسأل وقيل : إن هذا خطاب العرب : يقول الرجل لابنه : إن كنت ابني ، فَبُرَّني . وهو يعلم أنه ابنه ، وهو نحو قوله لعيسى : { أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [ المائدة : 116 ] . وقد علم أنه لم يقل ذلك . قال ابن جبير : ما شك محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا سأل ، وقال قتادة : بلغنا أن النبي عليه السلام ، قال : لا أشك ، ولا أسأل . وروي أن رجلاً سأل ابن عباس عما يَحِيك في الصدر من الشك . فقال : ما نجا من ذلك أحد ، ولا النبي حتى أنزل عليه : { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ } . وعنه أيضاً أنه قال : لم يكن / رسول الله في شك ولم يسأل . وهذا هو الصحيح الظاهر ، والمراد بقوله : { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ } أمته . وقوله : { لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } : اللام لام التوكيد وفي الكلام معنى القسم . { مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } : أي : من الشاكين . ثم قال تعالى : { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } : أي : جحدوا كتبه ، ورسله ، { فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } ، أي : من الذين غُبِنَ حظه ، وباع الرحمة بالسخط . والمراد بذلك أمة النبي عليه السلام .