Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 111-113)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ } - إلى قوله - { ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } . قرأ الزهري : " وإن كلاًّ " بالتشديد ، لما " بالتنوين مشدداً أيضاً ، وقرأ الأعمش : ( " وإن كلا " بتخفيف " إنْ " ، ورفع " كل " وتشديد " لما " . ( وفي حرف أبي " : " وإن كلّ " إلا ليوفينَّ " ربك أعمالهم " . وفي حرف ابن مسعود : " وإن كل ) إلا ليوفينهم ربك أعمالهم " . ومن شدَّدَ " إنَّ " نصب " كلاً " بها . واللامُ في " لمَا " لام تأكيد . و " ما " صلة ، هذا على قراءة التخفيف . والخبر في " ليوفينهم " . والتقدير : وإن كلاً ليوفينهم . وقراءة من خفف إنْ ، ونصب " كلا " على هذا التقدير ، إلا أنه ، خفف " إن " وأعملها كما يعمل الفعل ، وهو محذوف منه . وأنكر الكسائي التخفيف والعمل . وقال الفراء : من خفف " إن " نصب " كلاً " بقوله : " ليوفينهم ، وهذا لا يجوز أن يعمل ما بعد اللام فيما قبلها . ومن شدد " إن " و " لما " فهي غير جائزة عند المبرد ، والكسائي . قال المبرد : لا يجوز : " أن زيداً إلا لأضربنه " . وقال الفراء : الأصل " لمن ما " ، فاجتمعت ثلاث ميمات عند الإدغام ، فحذفت إحداهن . وهذا لا يجوز عند البصريين . وقال المازني : الأصل التخفيف في " لمَا " ، ثم ثقلت . وهذا أيضاً لا أصل له ، ( و ) يجوز ( تثقيل المخفف ) ، إلا لمعنى . وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : الأصل " لما " بالتنوين ، من لممته لمّا : أي : جمعته ، ثم بني منه فَعْلى ، كما قرأ : " تثرا ، و " تثري " . ومن خفف " إن " ، وشدد " لما " ، " فإن " بمعنى " ما " ، و " لما " بمعنى " ألا " حكى ذلك الخليل ، وسيبويه بمنزلة قوله : { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } [ الطارق : 4 ] أي : إلا عليها حافظ والقراءات الثلاث تكون فيها " إن " بمعنى " ما " لا غير . وقد قيل في قراءة من شدد " إنَّ " وخفف " لما " : إنَّ ( ما ) بمعنى : " من " . وإن المعنى : وإن كلا { لَّمَّا } ليوفينهم ربك أعمالهم ، كما قال : { فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ } [ النساء : 3 ] : أي : ما طاب لكم نكاحه . وقوله : { إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } : أي : " لا يخفى عليه شيء من عملكم " . ثم قال تعالى : { فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ } : أي : دم يا محمد على ما أنت عليه . { وَمَن تَابَ مَعَكَ } : أي : رجع إلى عبادة ربك ، يدوم على ذلك . { وَلاَ تَطْغَوْاْ } : أي : ولا تتعدوا أمره إلى ما نهاكم عنه . { إِنَّهُ بِمَا ( تَعْمَلُونَ ) بَصِيرٌ } : أي : ذو علم ، لا يخفى عليه شيء من عملكم . وقال سفيان : معنى { فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ } : أي : " استقم على القرآن " ، { وَلاَ تَطْغَوْاْ } : وقف . ثم قال تعالى : { وَلاَ تَرْكَنُوۤاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } . قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب : " فتمسكم " بكسر التاء . وقرأ قتادة : ولا تركُنوا بالضم في الكاف ، يقال : رَكَنَ يركنُ ، وركُنَ يركَنُ . قال ابن عباس : معناه : لا تذهبوا إلى الكفار . وقال ابن جريج : لا تميلوا إليهم . وقال أبو العالية : " لا ترضوا أعمالهم " . وقال قتادة : لا تلحقوا بالشرك " . وقال ابن زيد : الركون هنا : / الإذعان . وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم ، وهذا لأهل الشرك . نهى الله عز وجل ، المؤمنين أن يميلوا إلى محبتهم ، ومصافاتهم ، وليس لأهل الإسلام . فأما أهل الذنوب من أهل الإسلام ، فقد بينت السنة ، والكتاب أنه لا يجوز أن يركن إلى شيء من معاصي الله ، ولا يصالح عليها ، ولا يقرب . فالمعنى : ولا تميلوا إلى قول المشركين ، فتمسكم النار ، ( بفعلكم ذلك ) . { ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } : إن فعلتم . وليس لكم ولِيّ من دون الله ، ينقذكم من عذابه .