Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 48-52)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قِيلَ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ } - إلى قوله - { وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ } . والمعنى : قال الله عز وجل ، يا نوح ! اهبط من الفلك إلى الأرض سلامة ، وبركات عليك ، وعلى أمم ممن معك : أي : من ذرية من معك : أي : من ذرية من معك من ولدك ، وولد من معك من المؤمنين الذين سبقت لهم السعادة قبل خلقهم . ثم قال تعالى مخبراً عن الكافرين من ذرية من معه : { وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } : فلذلك رفعت الأممُ ها هنا ، ولا تخفض ، لأنها ليست ممن بارك الله عليها ، ودعا لها بالسلامة ، وإنما هو بمنزلة : رأيت زيداً ، وعَمْرو جالس . ومعنى : { سَنُمَتِّعُهُمْ } : أي : " سنرزقهم في الحياة الدنيا ما يمتعون به إلى أن يبلغوا آجالهم " . { ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } : أي : في القيامة . قال محمد بن كعب القرظي : دخل في هذا السلام والبركة ، كل مؤمن ؛ ومؤمنة إلى يوم القيامة . ودخل في هذا العذاب كل كافر ، وكافرة إلى يوم القيامة . ممن معك : وقف ، وأجاز الفراء " وأمماً " ممن معك بالنصب على معنى ونمتع أمماً . ثم قال تعالى : { تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ } أي : تلك القصة ، بمعنى : هذه القصة من الأخبار الغائبة عنك يا محمد ، وعن قومك ، لم تكونوا تعلمونها من قبل إخبارنا لكم ، فإخبارك إياهم بهذا يدل على صدقك ، ونبوتك لو عقلوا . ( فاصبر ) : على قولهم ، وعلى القيام بأمر الله عز وجل ، في التبليغ ، وعلى ما تلقى منهم . { إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } وهذا إشارة إلى القرآن . ( ) ثم قال تعالى : { وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً } : أي : وأرسلنا إلى عاد أخاهم هوداً . هو معطوف على قوله / { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً ( إِلَىٰ قَوْمِهِ ) } [ هود : 25 ] وسمي هود أخاهم ، لأنه منهم ، ومبين بلسانهم ، وقيل : سمي بذلك لأنه من ولد آدم ، بشر مثلهم . وعاد : قبيلة ، وهو ابن أبيهم الأكبر ، فلذلك قال أخوهم ، وهو هود بن عبد الله بن عاد بن عادية بن عاد بن أرام بن الخالد بن عابر . قال لهم ( هود ) : { يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ } إلا هو ، ولا يستحق العبادة إلا هو . { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ } : أي : ما أنتم في اتخاذكم إلهاً غيره إلا كاذبون . ثم قال لهم : { يٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً } : أي : ليس أسألكم على ما دعوتكم إليه ، كم من إخلاص العبودية لله ، عز وجل ، أجراً ، ما أجري في ذلك إلا على الله سبحانه ، { ٱلَّذِي فَطَرَنِيۤ } : أي : خلقني . ثم قال : { وَيٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } : أي : سلوه المغفرة من عبادتكم غيره ، { ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } من عبادة غيره . فإن فعلتم ذلك أرسل عليكم السماء مدراراً : أي : قطر السماء متتابعاً . ومفعال للتكثير ، وفيه معنى الكسب . ولذلك حذفت الهاء . وأكثر ما يأتي " مفعال " من " أفعلتُ " ، وقد أتى هنا من " فعلت " ، يقال : درّت تدرُّ وتدر ، فهي مدرار . ثم قال : { وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ } : أي : " شدة إلى شدتكم " قاله مجاهد ( إن أطعتم ) . وقيل : إن النسل كان قد انقطع منهم سنتين ، فقال لهم هود : إن آمنتم بالله ، أحيا الله بلادكم ، ورزقكم الولدان ، فذلك القوة . وقال أبو إسحاق : المعنى قوة في النعمة . وكانت مساكن عاد الرمال ، ما بين الشام واليمن ، وكانوا أهل زرع ، وبساتين وعمارة ، فلما أقاموا على كفرهم ، وعبادة أصنامهم ، ولم يُطيعوا هوداً أرسل الله عز وجل ، عليهم الريح ، فكانت تدخل في أنوفهم ، وتخرج من أدبارهم ، وتقطعهم عضواً عضواً . ثم قال لهم هود : { وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ } : أي : لا تدبروا عني ، وعن ما دعوتكم إليه كافرين .