Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 57-60)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ } - إلى قوله - { هُودٍ } . والمعنى : إنّ هوداً قال لقومه : فإن أدبرتم على ما دعوتكم إليه ، وأعرضت فقد أبلغتكم ما أمرت به ، وقامت عليكم الحجة في تبليغي إياكم رسالة ربكم ، فهو يهلككم ، ثم يستخلف قوماً غيركم ، توحدون ، وتخلصون له العبادة . { وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئاً } : أي : لا تقدرون على ضر إذا أراد هلاككم . وقيل : المعنى : ولا يضره هلاككم شيئاً . { إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } : أي : ذو حفظ بخلقه . ثم قال تعالى : { وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا } : أي : العذاب للكفار . { نَجَّيْنَا هُوداً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } : أي : بفضل منا مما أصاب الكفار . { وَنَجَّيْنَاهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } : أي : يوم القيامة من عذاب جهنم ، كما نجيناهم في الدنيا من عذاب الكفار . ثم قال تعالى : { وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } : أي : معاند لله عز وجل ، معارض بالخلاف . { وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً } : أي : غضباً من الله ، وسخطاً ، ويوم القيامة مثل ذلك . { أَلاۤ إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ } : أي : أبعدهم الله ، وإنما قال : { وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ } بجمع ، ولم يأتهم إلا رسول واحد ، لأن من كفر بنبي واحد ، وعصاه فقد كفر بجميع الأنبياء ، وعصاهم . وله في القرآن نظائر ، قد مضت ، ومنها ما يأتي بعد . ( يوم القيامة ) : وقف ، ( قوم هود ) : وقف . ( " إكمال السفر الثالث من كتاب الهداية بحمد الله وعونه . وصلى الله على محمد نبيه وسلم تسليماً . يتلوه في السفر الرابع قوله ) " .