Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 81-83)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ } - إلى قوله - { بِبَعِيدٍ } . والمعنى : قالت له الرسل ، لما ضاق ، ونزل الركب ، فقال لقومه ما قال : / { إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ } - بسوء - { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ } : أي : اخرج بهم في بقية من الليل ، وفي طائفة منه ، { إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ } نهى أن يخرج بها . ومن قرأ بالرفع ، فالمعنى : " ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك " فيكون قد خرج بها ، فالتفتت تنظر ما حل بقومها ، فأصابها ما أصابهم . ومن نصب فعلى الاستثناء . وفي قراءة ابن مسعود : " فأسر بأهلك إلا امرأتك " . وهذا يدل على الاستثناء ، والمعنى : فأسر بأهلك إلا امرأتك ، فيكون المعنى : إنه خرج بهم إلا امرأته ، وإنه لم يخرج بها . والنهي في الالتفات ، إنما وقع على من خرج معه ، إلا امرأته { إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ } من العذاب . قال ابن إسحاق : قالت الرسل للوط : إنما ينزل عليهم العذاب من صبح ليلتك هذه ، فامض لما تُؤمَر . وذلك أن لوطاً عليه السلام ، لتبطأَ لهم العذاب ، وقال : عجلوا لهم العذاب ، فقالوا : { أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } ؟ أي : عند الصبح ينزل بهم العذاب . فلما كانت الساعة التي أهلكوا بها ، أدخل جبريل عليه السلام ، جناحه ، فرفعها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ، ونباح الكلاب ، فجعل عاليها سافلها ، وأرسل عليهم حجارة من سجيل . وسمعت امرأة لوط الهَدَّة ، فقالت : واقوماه ! والتفتت ، فأدركتها أحجار ، فقتلتها . وكانت مدائنهم خَمْساً ، فدمرت إلا زعن وحدها تركها الله عز وجل ، لآل لوط ، وهي بالشام . وقال السدي : لما قال لوط : ( لو أن لي بكم قوة ، أو آوي إلى ركن شديد ) بسط جبريل حينئذ جناحه ، ففقأ أعينهم ، وخرجوا يدوس بعضهم بعضاً عمياناً ، يقولون : النَّجَاءَ ! النجاءَ ! فإن في بيت لوط أسْحَرَ قوم ، فذلك قوله : { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ } [ القمر : 37 ] فأخرج الله عز وجل ، لوطاً ، وأهله إلى الشام . قال مجاهد : " سجيل " بالفارسية أولها حجر ، وآخرها طين . وقال قتادة : " سجيل " : طين . وقال ابن عباس : " سجيل " : سنك وجل . فالسنْك : الحجر ، والجل : الطين ، وهو فارسي أعرب . وقيل : سجيل ، من أسجلته ، أي : أرسلته ، فكأنها مرسلة . وقيل : هي من أسجلت : إذا أعطيت ، فهي من السجل ، وهو الدلو . وقيل : " سجيل " من " سجَّل " : إذا كتب ، أي : مما كتب لهم ، وهو اختيار الزجاج . وقيل : " سجيل " اسم للسماء الدنيا ، أي : أرسل عليهم حجارة من سماء الدنيا . والمعنى : أنها حجارة من كتب الله عز وجل ، لهم أن يعذبهم بها ، ويدل عليه قوله : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } [ المطففين : 8 - 9 ] ، والنون بدل من اللام . قال عكرمة : " منضود " ( مصفوفة ) ، وقيل : " منضود " : متراكب بعضها على بعض . وقيل المعنى نضد بعضها على بعض . وقيل : المعنى : إنها في السماء منضودة ، أي : مُعدة لهم ، يعلق بعضها على بعض . { مُّسَوَّمَةً } : قال ابن جريج : لا تشبه حجارة الأرض . وقال الحسن : معلمة ببياض ، وحمرة . وقال السدي : المسومة المختمة ، ثم قال تعالى : { وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } : أي : من ظالمي قومك يا محمد ، فهذا على التهديد للمشركين . و " هي " تعود على / الحجارة . وقيل : تعود على القرى . وما قرى قوم لوط من ظالمي قومك ببعيد ، وكانت قرى قوم لوط بين الشام والمدينة ، وأتى ببعيد مذكراً على معنى : بمكان بعيد عند ربك تمام عند أبي حاتم ، { مَّنْضُودٍ } : وقف عند نافع ، وهو قبيح ، لأن " مسومة " نعت للحجارة " .