Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 87-90)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قَالُواْ يٰشُعَيْبُ أَصَلَٰوتُكَ } - إلى قوله - { وَدُودٌ } . والمعنى : قالوا : يا شعيب : أصلواتك أي : أدعواتك { تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِيۤ أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ } من بخس الناس في الكيل والوزن . قال ابن زيد : نهاهم عن قطع الدنانير ، والدراهم ، كانوا ينقصون منها ، ويجوزونها بالوازنة . وقيل : معناه : مساجدك التي تتعبد فيها تأمرك بِنَهْيِنَا . وقد سمى الله ، عز وجل ، المساجد صلوات ، فقال : { وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً } [ الحج : 40 ] . وقيل : هي صلاته لله عز وجل ، لأنها كانت على خلاف ما كانوا عليه . قوله : { إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ } قالوا على معنى الاستهزاء . وقيل : المعنى : إنك لأنت الحليم الرشيد عند نفسك . وقيل : المعنى : أنت الحليم ، الرشيد ، فكيف تأمرنا بترك عبادة ما كان آباؤنا يعبدون ، وتنهانا أن نفعل في أموالنا ما نشاء ، من قطع ، أو بخس ، أو غير ذلك . وقال : هو تعريض يُراد به الشتم ومعناه : إنك لأنت السفيه الجاهل . ثم قال تعالى حكاية عن جواب شعيب لهم : { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ ( إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ ) مِّن رَّبِّي } أي : على بيان ، وبرهان فيما أدعوكم إليه . { وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً } أي : حلالاً ، وجواب / الشرط محذوف لعلم السامع . والمعنى : أفتأمرونني بالعصيان . وقيل : المعنى : أفلا أنهاكم عن الضلالة . ثم قال : { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } : أي : لست أنهاكم عن شيء ، وأركبه . { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ } : أي : ما أريد فيما آمركم به إلا الإصلاح ، لئلا ينالكم من الله ، عز وجل ، عقوبة . { وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ } : أي : ليس توفيقي ، وإصابتي الحق فيما أنهاكم عنه إلا بالله . { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } : أي : فوضت أمري إليه ، { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } : أي : أرجع . { رِزْقاً حَسَناً } : وقف عند أبي حاتم . { مَا ٱسْتَطَعْتُ } : وقف عند نافع . ثم قال لهم : { وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِيۤ } : أي : لا يكسبنكم مشاقتي : أي : مخالفتي ، وعداوتي ، { أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ } : من الغرق ، { أَوْ قَوْمَ هُودٍ } : من العذاب ، { أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ } : من الرجفة . { وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } الذين انقلبت عليهم مدائنهم . وأصل الشقاق في اللغة : العداوة . { وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } : أي : من ذنوبكم التي أنتم عليها مقيمون . { ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } : أي : ارجعوا إليه باتباع طاعته . { إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ } : أي : رحيم لمن تاب إليه ، { وَدُودٌ } : أي : ذو محبة لمن تاب وأناب .