Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 91-95)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ } - إلى قوله - { كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ } والمعنى : ما نفقه كثيراً مما تقول . وقوله : { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً } : أي : قيل : ضعيفاً ، قيل : إنه صلى الله عليه وسلم ، كان أعمى . قال أبو إسحاق : حمير تسمي المكفوف ضعيفاً . ويقال : إن شعيباً كان خطيب الأنبياء صلى الله عليه وسلم ، ( وعليهم أجمعين ) . ثم قالوا له : { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ } : أي : لولا عشيرتك وأهلك لسبَبْناك . وقيل : معنى : " لرجمناك " : لقتلناك رجْماً . { وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } : أي : " لست ممن يكرم علينا " ، { قَالَ } لهم شعيب : { يٰقَوْمِ أَرَهْطِيۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ } : أي : أعشيرتي أعز عليكم من الله ، فترككم إيَّايَ لله عز وجل أولى لكم من أن تتركوني لعشيرتي ، فلا يكون رهطي أعظم في قلوبكم من الله ، سبحانه . { وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً } : أي : تركتم أمر الله سبحانه ، خلف ظهوركم ، فلا تراقبوه في شيء مما تراقبون قومي . فالضمير في { وَٱتَّخَذْتُمُوهُ } ، يعود على اسم الله سبحانه ، وقيل : يعود على ما جاءهم به شعيب . { إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } : أي : لا يخفى عليه شيء من ذلك ، يجازيكم على جميعه . ثم قال لهم : { وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } : أي : على منازلكم ، وقيل : المعنى : على مكانتكم من العمل ، { إِنِّي عَٰمِلٌ } . { سَوْفَ تَعْلَمُونَ } : أينا الجاني على نفسه ، وأينا المصيب وأينا المخطئ . { مَن يَأْتِيهِ } : " مَن " : في موضع نصب " بتعملون " ، مثل : { يَعْلَمُ ٱلْمُفْسِدَ مِنَ ( ٱلْمُصْلِحِ ) } [ البقرة : 220 ] . وقيل : هي في موضع رفع على أنها استفهام . " ومَن " الثانية عند الطبري في موضع نصب عطف على الهاء ، في " يُخْزِيه " على معنى : ويخزي مَن هو كاذب منا ، ومنكم . { وَٱرْتَقِبُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ } : أي : انتظروا إني منتظر . { تَعْلَمُونَ } : وقف إن جعلت " مَن " استفهاماً " . وقيل : لا يكون وقفاً ، لأن الجملة إذا رفعت في موضع نصب " بتعملون " فالوقف عليه قبيح . ثم قال تعالى : { وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً } : أي : جاء قومه العذاب / نجيناه والمؤمنين به ، { وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ } ، أي : صيحة من السماء أخرجت أرواحهم { فَأَصْبَحُواْ فِي ( دِيَارِهِمْ ) جَاثِمِينَ } أي : خامدين في دارهم { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ } : أي : ( كأن لم يعيشوا فيها ) ، وقيل : لم يقيموا . { أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ } ، أي : أبعدهم الله ، فبعدوا بُعداً . { كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ } : أي : أهلكهم الله ، كما هلكت ثمود . وقيل : المعنى : أبعد الله مدين من رحمته ، كما أبعد ثمود ، يقال : بعِد يبعد : إذا هلك ، وبعُد يبعد : إذا تباعد .