Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 101-101)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } - إلى قوله - { بِٱلصَّالِحِينَ } قوله : { مِنَ ٱلْمُلْكِ } ، و { مِن تَأْوِيلِ ( ٱلأَحَادِيثِ ) } . { مِن } : فيهما للتبعيض ، على معنى : آتيتني بعض الملك ، وعلمتني بعض التأويل . وقيل : " من " لا تؤنث الجنس ، فيكون المعنى : قد آتيتني الملك ، ( وعلمتني تأويل الأحاديث ) مثل : { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ } [ الحج : 30 ] : لم يؤمروا باجتناب بعض الأوثان دون بعض ، ولكن المعنى : اجتنبوا الرجس الذي هو الوثن . والمعنى : أن يوسف صلى الله عليه وسلم قال بعدما جمع الله ( عز وجل ) بينه وبين أبويه وإخوته . وتذكر ما بسط له من الدنيا والكرامة . { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ } : أي : ملك مصر . { وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } يعني : عبارة الرؤيا ، تقديراً لنعم الله عز وجل عليه ، وشكراً له . { أَنتَ وَلِيِّي فِي ٱلدُّنُيَا وَٱلآخِرَةِ } : أي : أنت تثيبني في دنياي بنصرك على من عاداني ، / وأرادني بسوء . وتثيبني في الآخرة بفضلك . ثم إنه صلى الله عليه وسلم لما رأى أمره في دنياه قد تناهى في التمام ، علم أنه لا يكون بعد التمام إلا النقص والزوال ، لأنها دار زوال . قال : فسأل الله أن يقبضه على الإسلام ، ويلحقه بآبائه الصالحين ، فقال : { تَوَفَّنِى مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } . قال ابن عباس : لم يتمنَّ أحد من الأنبياء الموت قبل يوسف . وذكر السدي أن يعقوب مات قبل يوسف ، وأوصى إلى يوسف بأن يدفنه عند قبر أبيه إسحاق . وكان قبر إسحاق بالشام . فلما مات عمل ما أمر ، وحمل إلى الشام . فلما بلغوا ( إلى ) ذلك المكان ، أقبل عيص أخو يعقوب ، فمنعهم أن يدفنوه . ثم قال هشام ( بن دان ) بن يعقوب لبعض من كان بالحضرة : ما لكم لا تدفنون جدي ؟ وكان هشام أصماً . فقيل له : إن عيصاً أخاه يمنعه من ذلك . فقال : أرونيه ، فأروه إياه ، فضربه ضربة ( تساقطت ) عيناه على لحد يعقوب ، فدفنا في قبر واحد .