Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 15-15)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُوۤاْ أَن يَجْعَلُوهُ } : أي : أجمع رأيهم ، وعزموا على ذلك . { وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ } : أي : لتخبرنهم بما صنعوا بك ، وهم لا يعلمون بك . قال الضحاك : لما ألقي يوسف في الجب ، نزل إليه جبريل ، عليه السلام ، فقال له : يا يوسف : ألا أعلمك كلمات إذا أنت قلتهنَّ عجل الله لك بخروجك من هذا الجب . فقال : نعم ، فقال له جبريل ، صلوات الله عليه ، : قل يا صانع كل مصنوع ، ويا جابر كل كسير ، ويا شاهد كل نجوى ويا حاضر كل ملأ ، ويا مفرج كل كربة ، ويا صاحب كل غريب ، ويا مؤنس كل وحشة : أيتني بالفرج والرخاء ، وأقذف رجاءك في قلبي حتى لا أرجو أحداً سواك . فردَّدَها يوسف عليه السلام ، في ليلته مراراً فأخرجه الله عز وجل ، في صبـ [ يـ ] ـحة يومه ذلك من الجب . وقال السدي : خرجوا به ، وله عليهم كرامة ، فلما برزوا به إلى البرية أظهروا له العداوة ، وجعل أخوه يضربه ، فيستغيث بالآخر ( فيضربه فجعل " لا يرى منهم رحيماً " فضربوه حتى كادوا يقتلونه . فجعل يصيح ، ويقول : يا أبتاه ! يا يعقوب ! لو علمت ما صنع بابنك بنو الإماء . فلما كادوا يقتلونه ، قال يهوذا : أليس قد أعطيتموني موثقاً من الله لا تقتلونه . فانطلقوا به إلى الجب ليطرحوه ، فجعلوا يدلونه في البئر وهو يتعلق بشفير البئر . فربطوا يديه ونزعوا عنه قميصه . فقال : يا ( أ ) خوتاه : ردوا عليّ قميصي ، أتوارى به في الجب . فقالوا له : ادع الشمس والقمر ، والأحد عشر كوكباً ليُؤنسوكَ . فدلوه في البئر حتى إذا بلغ نصفها ألقوه إرَادَةَِ أن يموت . فكان في البير ماء ، فسقط فيه ثم أوى إلى صخرة فيها . فقام عليها ، وجعل يبكي ، فنادوه ، فظن أنها رحمة منهم ، أدركتهم عليه . فأجابهم فأرادوا أن يرضخوه بصخرة فيقتلوه . فقام يهوذا فمنعهم ، وقال : قد أعطيتموني موثقاً ألا تقتلوه . وقيل : كان الجب الذي ألقوه فيه ، لا ماء فيه . فأحدث الله فيه ماء ، حتى مال إليه الناس . وكان يهوذا يأتيه بالطعام . والواو في " وأجمعوا " زائدة للتأكيد ، وهو جواب " لما " . قوله : { وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ } : أي : إلى يوسف لتُخْبرن إخوتك بأمرهم هذا الذي صنعوا بك ، وهم لا يعلمون ، ولا يدرون . ( و ) هذا يدل على أنه أوحي إليه قبل البلوغ ( بإلهامٍ ) ، أو في منام ، أو برسول . وقيل : المعنى " أوحى الله عز وجل إليه لتخبرنهم بما " { صَنَعُواْ } ، وهم لا يشعرون بالوحي الذي أوحى " الله عز وجل " إليه . قال مجاهد ، وابن زيد : وقيل : المعنى : { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } ، ( أن ) الذي يخبرهم بصنيعهم هو يوسف . وقيل : المعنى : { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أنه نبي يوحى إليه . وقيل : الهاء ليعقوب ، أي : أوحى الله إلى يعقوب أن ابنك كاده إخوته ، ولَتَعْرِفنهم بكيدهم ، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } : أي : وإخوة يوسف / " لا يشعرون بالوحي إلى يعقوب " . ( قال ابن عباس : لما دخل إخوة يوسف ) على يوسف . ( عرفهم ) ، { وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } [ يوسف : 58 ] . فقال : جئ بالصواع . فوضعه على يديه ، ( ثم ) نقره ، فطن فقال : إنه ليخبرني هذا الجام أنه كان لكم أخ من أبيكم ، يقال له : يوسف ، يدنيه دونكم ، وأنكم انطلقتم به ، فألقيتموه في غيابات الجُبّ . قال : ثم نقره ، فطَنَّ فأتيتم أباكم فقلتم : إن الذئب أكله ، وجئتم على قميصه بدم كذب . فقال بعضكم لبعض : إن هذا الجام ليخبره بخبركم . فذلك معنى { لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أنك يوسف .