Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 16-17)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال تعالى : { وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ } . قال السدي : أتوا إلى أبيهم عشاءاً يبكون ، فلما سمع أصواتهم فزع ، وقال : ما لكم يا بني ؟ هل أصابكم في غنمكم شيء ؟ قالوا " لا ، قال : فما فعل يوسف ؟ فقالوا : { يَٰأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } : كان السبق عندهم على الأرجل ، كالسبق على الخيل ، لأنه آلة للحرب . فلما قالوا : { وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ } بكى الشيخ ، وصاح بأعلى صوته ، فقال : أين القميص ؟ فجاؤو ( ه ) بالقميص ، عليه دم كذب ، فأخذ القميص فطرحه على وجهه ، ثم بكى حتى تخضب وجهه من دم القميص . قوله : { وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا } : أي : بمصدق لنا ، { وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ } : قال : المبرد : المعنى : وإن كنا صادقين . وقيل المعنى : ليس بمصدق لنا لو كنا من أهل الصدق الذين لا يتهمون لِسُوءِ ظنك بنا . وقيل : المعنى : ولو كنا عندك من أهل الصدق ، لاتهمتنا في يوسف لمحبتك إياه . وقيل : المعنى : قد وقع في قلبك إنّا لنصدقك في يوسف ، فأنت لا تصدقنا . وذلك أن يعقوب كان ( قد ) اتَّهَمَهُمْ عليه ، فلما وقع ما وقع ، تأكدت التهمة لهم . وإلا فيعقوب ، صلوات الله عليه ، لا يكذب الصادق ، وليس هذا من صفة الأنبياء ، صلوات الله عليهم . وإنما كذبهم لتأكيد التهمة ، وكثرة الدلائل على كذبهم . فالمعنى : ما أنت بمصدق لنا وقد وقع ( بك ) ما تحذر ، ولو كنا عندك صادقين من قبل ، غير متهمين ، لوجب أن تتهمنا ( الساعة ) عند مصيبتك . فكيف وقد كنت متهماً لنا ( فيه ) من قبل .