Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 39-41)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ } - إلى قوله - { تَسْتَفْتِيَانِ } روي أن يوسف عليه السلام قال : هذا لأن أحد الفَتييْن كان مشركاً ، فدعاه بهذا إلى الإيمان ، ونبذ الآلهة ، فجعلهما صاحبي السجن لأنهما فيه . والمعنى : يا من في السجن . وهذا كقوله تعالى لسكان الجنة : { أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ } [ البقرة : 82 ، الأعراف : 42 ، يونس : 26 ، هود : 23 ، الأحقاف : 14 ] ولسكان النار { فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } [ البقرة : 81 ، 275 ] . والمعنى : أعبادة أرباب متفرقين خير ؟ أم عبادة { ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } . قال قتادة : لما علم يوسف أن أحدهما مقتول دعاه إلى حظه في الآخرة . ثم قال ( تعالى ) : { مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ } : فجمع ، لأنه قصد المخاطب ، وكل من عبد غير الله ، فجمع على المعنى : أي : ما تعبد أنت ، ومن هو على ملتك { إِلاَّ أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ } : أي : لم يأذن الله لكم بذلك ، أنتم أحببتم أسماءها وآباؤكم . { مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } : أي : من حجة ، ومن كتاب ، ومن دلالة . وقوله / { أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ } : أي : أسس الدين عليه لئلا يُعبد غيره . { ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } : أي : ذلك الذي دعوتكم إليه هو الدين الذي لا أعُوِجَاجَ فيه { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } : وهم المشركون . ثم قال : { يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ } : يخاطب الفَتَيَيْنِ { أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً } : أي : سيده الملك ، وهو ( الذي ) رأى أنه يعصر خمراً . { وَأَمَّا ٱلآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ } فقال عند ذلك : ما رأينا شيئاً ، فقال : { قُضِيَ ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي ( فِيهِ ) تَسْتَفْتِيَانِ } . وقيل : إنما أنكر الذي أخبره أنه يصلب . فقال : قضي الأمر سواء رأيت ، أو لم تر وكان اسمه مجلث ، واسم الثاني نبو . قال ثابت البنانـ ( ـي ) : دخل جبريل عليه السلام على يوسف في السجن ، فعرفه يوسف ، فقال له : أيها الملك ، الحسن وجهه الطيب ريحه ، الكريم على ربه : { هَل لَّكَ } علم بيعقوب ؟ قال : نعم . قال : فما صنع ؟ قال : ابيضت عيناه من الحزن ، قال : وفيم ذلك ؟ . قال : عليك . قال : فما بلغ من حزنه ؟ ( قال ) : حزن سبعين مُثْكِلَة قال : فما له من الأجر على ذلك ؟ قال : أجر مائة شهيد . قال الحسن : مكث يعقوب ، عليه السلام ، ثمانين سنة ، أو نحوها ، لا يفارق قلبه الحزن ، ولا تجف عيناه من البكاء . وإنه لأَكْرَمُ أهل الأرض على الله يومئذٍ .