Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 42-44)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( { وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ( نَاجٍ مِّنْهُمَا } - إلى قوله - { بِعَالِمِينَ } المعنى : وقال يوسف للذي علم أنه ناج ) من الفتيين : اذكرني عند سيدك ، وهو الملك الأعظم . وأعلمه بمظلمتي وأني محبوس بغير جرم . وقيل : المعنى : اذكر ما رأيته مني من العلم بعبارة الرؤيا ، وبحالـ ( ـي ) في العلم عند الملك . قوله : { فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ } ، أي : أنسى الشيطان الساقي أن يذكر يوسف للملك . فالهاءان للساقي ، بدلالة قوله : { وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ } [ يوسف : 45 ] ، أي : تذكَّر الساقي ما قاله له يوسف بعد حين ، يدل على أن النسيان كان من الساقي : أنساه الله عز وجل ، أن يذكر يوسف عليه السلام . وقيل : المعنى أنسى الشيطان يوسف ذكر ربه عز وجل فالهاءان ليوسف : أي : أنسى يوسُفَ الشيطان أن يرجع إلى ربه ، ويسأله خلاصة ، ويرد أمره إلى الله عز وجل ورجع إلى سؤال أحد الفتيين أن يذكره عند الملك ، فلبث في السجن عقوبةً بضع سنين . ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لولا كلمةُ يوسف ، ما لبث في السجن ما لبث " يعني قوله : { ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } : أي : عند سيدك . قال ابن دينار لما قال يوسف للساقي : { ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } . قيل : يا يوسف اتخذ [ ت ] من دوني وكيلاً ، لاطيلنَّ حبسك . فبكى يوسف ، وقال : يا رب : أنسى قلبي كثرة البلوى ، فقلت كلمةً فويل لإخوتي . ويروى أن يوسف لما قال لصاحب الشراب : { ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } أتاه جبريل عليه السلام فعاتبه ، وخرق له بجناحه سبع أرضين ، إلى منتهى الصخرة التي عليها الأرض ، وقوَّى الله ، عز وجل ، بصر يوسف ، حتى نظر إلى نملة ، على الصخرة تجر حبة . فقال جبريل : يا يوسف لم يغفل ربك عن هذه النملة ورزقها ، فكيف يغفل عنك ، وأنت في السجن ، حتى تشكو إلى صاحب / الشراب ، وتأمُرهُ بذكرك ، وبذكر عذرك عند سيده . قال : فأخذ يوسف التراب فملأ به فمه ، ورأسه ، وقال : إلَهي ! أسألك بوجه أبي وجدي - قال مجاهد - : فلم يذكره الساقي حتى رأى الملك الرؤيا . قال قتادة : لبث في السجن سبع سنين . قال وهب : أصاب أيوب البلاء سبع سنين ، وترك يوسف في السجن سبع سنين ، وعذب بختنصر فَحَوَّلَ في السباع سبع سنين وكذلك قال ابن جريج . " والبضع " : ما بين الثلاث إلى التسع . وقال الأخفش : هو من واحد إلى عشر . قال قُطْرُبْ : هو ما بين الثلاث والسبع . وقال أبو عبيدة : من الواحد إلى الأربعة . ( قال الحسن ذكر لنا أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : لولا كلمة يوسف حيث يقول : { ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } ، ما لبث في السجن طول ما لبث . قال ابن عباس : عوقب بقوله للساقي : { ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } فطال سجنه . وروي أن يوسف ، عليه السلام ، لما قال له : { ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } أوحى الله إلى الأرض أن النفرجـ ( ـي ) لعبدي يوسف . فانفرجت له . فقيل له : ما ترى ؟ فقال : أرى أرضاً ، وأرى ذرةً معها طعم لها . قال : فقال : يا يوسف ! ألم ( أغفل ) عن هذه في هذا الموضع ، وأغفل عنك لتَلْبَثَنَّ في السجن بضع سنين . وقوله : { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ إِنِّيۤ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ ( سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ ) } : وهو ملك مصر ( ا ) لأعظم . والمعنى : ( إني ) أرى في منامي سبع بقرات سمان { يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ } فلم يكن عند الملك من يعبر ذلك ، وقالوا له : { أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } : أي : هي أضغاث . ووقع في نفسه أنها رؤيا كائنة ( لا بد ) من ذلك . ومعنى : { أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } : ( أي : أخلاط أحلام ) كاذبة . { وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ } الكاذبة { بِعَالِمِينَ } : وتقديره : وما نحن بعالمين بتأويل الأحلام والأضغاث . ( والباء ) في { بِعَالِمِينَ } : لتأكيد النفي ، ( و " الباء " في { بِتَأْوِيلِ } للتعدية ، متعلقة بعالمين ) ففي الكلام تقديم وتأخير .