Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 45-49)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ } - إلى قوله - { وَفِيهِ يَعْصِرُونَ } : المعنى : وقال الذي نجا [ منهما ] من القتل ، يعني : من الفَتَيَيْن اللذين عبر لهما يوسف الرؤيا . { وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ } : أي : تذكر بعد حين وصية يوسف ، وأمره . قال الكلبي : تذكر بعد سنين ، فذكر أمره للملك . وقرأ ابن عباس ، وعكرمة ، وقتادة ، والضحاك : " بعد أمه " بالهاء ، وفتح الميم والتخفيف أي : بعد نسيان . وقرأ مجاهد : " بعد أمْهٍ " بإسكان الميم ، وبالهاء : جعله مصدر أمه أمهاً : إذا نسي . وتأويلها كتأويل من فتح الميم . وأصل المصدر فتح الميم ، ومن أسكن فللتخفيف . وقرأ الحسن : أنا آتيكم بتأويله قال : وكيف ينبؤهم العلم ؟ ثم قال : { فَأَرْسِلُونِ } : أي : فأطلقوني أمضي لآتيكم بتأويله من هذا العالم . قوله : { فَأَرْسِلُونِ } : وقف . وقوله { يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ } : أي : يا يوسف { أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ } : أي : في سبع بقرات رُئينَ في المنام . ويأكلهن سبع عجاف - الآية - . قال قتادة : السمان : السنين الخصبة / ، والعجاف . سنون جدْبَة . ومعنى { لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } : أي : يعلمون تأويل رؤيا الملك . وقيل : المعنى : لعلهم يعلمون مقدارك ، فيخرجونك من السجن . قال يوسف للسائل : { تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَباً } : أي : على عادتكم التي كنتم عليها . وقوله : { فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ } فهو خبر معناه الأمر : ( أي ) : ازرعوا ، وفيه إيماءٌ إلى تعبير الرؤيا ، ( فلفظه خبر معناه : الخبر عن تعبير الرؤيا ) وفيه معنى الأمر لهم بالزرع سبع سنين ، وتركه في سنبله . ودلّ على أنَّه أمر . قوله : { فَذَرُوهُ } ، فرجع إلى لفظ الأمر بعينه ، وعطفه على معنى الأول . وقيل : هو رأي رآه ، صلى الله عليه وسلم ، لهم ليبقى طعامهم ، فأمرهم أن يَدَعُوه في سنبله ( إلاَّ ما يأكلون ) . ثم قال له : { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ } : أي : قحيطة ، { يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ } . أي : يوكل فيهن ما أعددتم في السنين الخصبة من الطعام ووصفت السنون بالأكل ، والمراد أنه يؤكل فيها ، كما قال { وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } [ يونس : 67 ، النمل : 86 ، غافر : 61 ] : أي : يبصر فيه . وقوله : { إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ } : أي : تحرزونه ، أي : ترفعونه للحرث . { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ ٱلنَّاسُ } أخبرهم ، صلى الله عليه وسلم ، عما لم يكن في رؤيا الملك ، وذلك من علم الغيب ، الذي علمه الله ، ( عز وجل ) دلالة على نبوته صلى الله عليه وسلم ، ومعنى { فِيهِ يُغَاثُ ٱلنَّاسُ } : أي : بالمطر ، والخصب . { وَفِيهِ يَعْصِرُونَ } : أي : يعصرون العنب ، والسمسم ، والزيتون : وهو قول ابن عباس ، والضحاك ، وقتادة ، وابن جريج ، وغيرهم . وقيل : المعنى : وفيه تحلبون مواشيكم . وقال أبو عبيدة : معناه : وفيه تنجون من البلاء من العصر ( وهو الملجأ ) .