Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 69-73)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ } - إلى قوله - { وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ } المعنى : لما دخل إخوة يوسف عليه ، قالوا : هذا أخونا الذي أمرتنا أن نأتيك به ، فشكر لهم ذلك . ثم قال لصاحب ضيافته : أنزلهم رجلين في كل مسكنٍ ، وأكرمهم ، فبقي أخوهم : وهو شقيق يوسف . فقال لهم يوسف : إن هذا يبقى وحده ، لا ثاني معه ، فأنا أضمه إلى نفسي . فأنزله عنده ، وضمه إليه . وقال له : أنا أخوك - يوسف - لا ( تَبْتَئِسْ ) ( بشيء ) من فعلهم ، ولا تعلمهم بشيء مما أعلمتك به . وقيل : [ إنه ] لم يعترف له أنه أخوه ، يعني : من النسب . وإنما قال له : أنا أخوك مكان أخيك الهالك . قاله وهب ابن منبه . وإنما أخبره أنه يوسف بعد انصرافه وتركه عند يوسف . ثم قال تعالى : { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ } والمعنى : أن يوسف لما حمَّل إبل إخوته الميرَةَ ، جعل السقاية في رحل أخيه : وهو المكيال الذي كانوا يكتالون به ، وهي المشربة التي يشرب بها [ الملك ] وكانت من فضة ، وذهب تُشْبِهُ الملوك مُرَصَّعَةً بالجوهر . وقيل : كانت شبه الكأس ، فجعلها في رحل أخيه ، والأخ لا يشعر . فلما ارتحلوا نادى مُناد : يا { أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } قيل : إنما قال لهم : { إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } ، وهم لم يسرقوا : يريد إنهم سرقوه ، وباعوه ، لأنهم سبب بيعه . وقيل : بل تركهم حتى مشوا ، وخرجوا ، ثم لحقوا ، فقيل لهم : { أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } . قالوا : وما ذاك . قالوا : { صُوَاعَ ٱلْمَلِكِ } وإنما دعاهم بالسرقة كلهم ، لأن المنادي لم يعلم ما صنع يوسف . وقيل : إنما فعله عن أمر يوسف فأعقبه الله عز وجل بقولهم له : { فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ } [ يوسف : 77 ] . وقيل : إنما جا [ ز ] أن يقال لهم ذلك ، لأنهم باعوا يوسف ، فاستجازوا أن يخاطبوا بذلك . وقيل : المعنى : حالكم حال السراق . وقرأ أبو هريرة " صَاعَ الملك " . وقال أبو رجاء " صوع الملك " . ( قوله ) : { وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ } : أي : ( وقِرُ بَعير ) من الطعام . ( قوله ) : { قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي ٱلأَرْضِ } أي : لنعصي الله ، ونسرق ، وإنما ادعوا ذلك . وقالوا : " قد علمتم " لأنهم ردوا البضاعة التي وجدوا في رحالهم ، إذ رجعوا وراء أخيهم . فالمعنى : " لو كنا سارقين ما رددنا البضاعة ( التي وجدنا ) في رحالنا " . وقيل : إنما قالوا ذلك لأنهم قد علموا اشتهار فضلهم بمصر ، فنفوا عن أنفسهم ما قد رموا به .