Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 66-68)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ } إلى قوله { لاَ يَعْلَمُونَ } ، الموثق : الميثاق ، من عهدٍ ، أو يَمِينٍ . ومعنى الآية : قال يعقوب لبنيه : لن أدفع إليكم أخاكم حتى تعطوني عهداً ، أو يميناً أنكم لتردونه إلي معكم ، إلا أن يحيط بكم أمر لا تقدرون على ردِّه معكم . وقال ابن أبي نجيح في قوله : { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } معناه : إلا أن تهلكوا جميعاً . { فَلَمَّآ آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } : أي عهدهم أن يردوه . { قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } : أي شاهد ، وحافظ . ثم قال يعقوب يوصيهم لما أرادوا الخروج : { يٰبَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ } - مصر - { مِن بَابٍ وَاحِدٍ } : أي من طريق واحد { وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ } . قال ابن عباس ، والضحاك ، وابن جبير ، وقتادة : خاف عليهم يعقوب العين لجمالهم ، وحسنهم . وقيل : إنه إنما خاف أن يلحقهم شيء ، فيظن أنه من العين . وقيل : إنه كره أن يدخلوا جميعاً من موضع واحد ، فيُستراب منهم ( ويخاف منهم ) : وهو اختيار النحاس . ثم قال لهم : { وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ } : أي : ما أقدر على دفع قضاء الله [ سبحانه ] عنكم . ما الحكم فيكم وفيّ إلا لله ينفذ قضاءه عز وجل كيف أحب . { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } : في ردكم وأنتم سالمون ، وإليه فوضت أمري ، وإليه فليفوض ( المفوضون ) أمـ ( ـو ) رهم . ثم قال : { وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم } : أي : من طرق متفرقين ، كما أمرهم { مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ } ذلك من الله من شيء ، إلا [ حاجة ] : ( وهو ) استثناء منقطع ، أي : لكل حاجة ، أي : إلا أنهم قضوا حاجة يعقوب ، لدخولهم من مواضع متفرقين . { وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ } : أي : وإن يعقوب ، / لذو حفظ لما استودعناه صدره من العلم . قال ابن جبير : المعنى { وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ } . وقيل : المعنى : وإنه لعامل بما علم ولكن كثيراً من الناس لا يعلمون : ما يعلمه يعقوب .