Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 19-22)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ } إلى قوله : { عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ } المعنى : الذي يؤمن بما جئت به يا محمد ، كمن لا يؤمن ( وهو ) الأعمى عن الإيمان ، لا يبصره بقلبه . قال قتادة : هؤلاء قوم انتفعوا بما سمعوا من كتاب الله عز وجل ووعوه والأعمى : الذي عمي عن الخير ، فلا يبصره . وإنما يتعظ بآيات الله ( سبحانه ) ، ويتذكر بها ، وينتفع بها أهل العقول ، والحجى . ثم بين تعالى ذكره أولي الألباب ووصفهم فقال : { ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ } الآية أي : هم " الذين يوفون بوصية الله ، ( عز وجل ) التي أوصاهم بها . والعهد : الإيمان بالله ، ( سبحانه ) وملائكته وكتبه ورسله ، ( سبحانه ) واليوم الآخر ، وما جاءت به الرسل . وأن يطيعوه ، ويتقوه . { وَلاَ يَنقُضُونَ ٱلْمِيثَاقَ } : أي : لا يخالفون العهد الذي عاهدوا الله عليه ( سبحانه ) : فيعمل بغير ما أمرهم به . ثم زادهم بياناً ومدحاً ، فقال : { وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ } : يعني : يصلون الرحم التي أمر الله ، عز وجل بوصلها ، وهم مع ذلك { وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } : أي : يخافون الله ، ومخالفته ، { وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ } : أي : يخافون المناقشة يوم القيامة ، وألا يصفح لهم عن ذنب . فهم وجلون لذلك ، خَائِفُونَ . و " إن " في قوله ( أن يوصل ) / في موضع خفض على البدل من الهاء في " به " . وقيل : معنى : { يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ } : لا يفرقون بين أحد من رسله ، ولا كتبه ، يؤمنون بالكل ، ويقبلون أمر الله ، عز وجل ، ونهيه ( جلت عظمته ) . ثم بين تعالى أمر نوع آخر منهم ، فقال : { وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ } أي : صبروا على الوفاء بإقامة الطاعة ، والانتهاء عن المنكر من أجل ابتغاء وجه الله ( عز وجل ) ، أي : طلب تعظيم الله . { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } : أي : أدوها بفروضها ، وحدودها في أوقاتها . { وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } : أي : أدوا الزكاة من أموالهم ، وما يجب عليهم سراً ، وغير سر . قال ابن عباس : النفقة هنا : الزكاة . ثم قال : { وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ } أي : " يدفعون إساءة من أساء إليهم من الناس بالإحسان إليهم " . وقال ابن زيد : معناه : " يدفعون الشر بالخير " . وقيل : المعنى : " إنهم إذا همّوا بالسيئة فكروا ، فرجعوا عنها ، واستغفروا . { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ } : أي : الذين تقدمت صفتهم لهم عقبى طاعة ربهم في الدنيا ، دار الجنان في الآخرة . وقيل : المعنى : أعقبهم الله عز وجل دار الجنان من دارهم في النار ، لو لم يكونوا مؤمنين . وقيل : { بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ } بشهادة أن لا إله إلا الله ( وتجنب ) ( الشرك بالله ) . وقال عطاء : { وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ } : السلام . ويروى أن قوله : { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ } الآية نزلت في حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وفي أبي جهل بن هشام لعنه الله .