Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 98-101)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا } إلى قوله : { مَسْحُوراً } . معناه : هذا العذاب جزاء هؤلاء المشركين لأنهم كفروا بآيات الله . أي : جحدوها وأنكروها ولم يؤمنوا بها . وأنكروا البعث والثواب والعقاب . { وَقَالُواْ } على الإنكار منهم والاستبعاد : { أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً } [ الإسراء : 49 ] أي : عظاماً [ بالية ] وقيل تراباً . و { أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } [ الإسراء : 49 ] أي لا نبعث . وقد تقدم تفسير هذا بأشبع منه في صدر السورة . ثم قال تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ } . والمعنى : أَوَلَم ينظر هؤلاء المنكرون البعث أن الله [ عز وجل ] الذي ابتدع خلق السماوات والأرض من غير شيء وأقامها بقدرته ، قادر بتلك القدرة على أن يخلق أشكالهم وأمثالهم من الخلق . وإن إعادتهم لا تتعذر على من يقدر هذه القدرة . ثم قال : { وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ } . أي : جعل الله لهلاكهم أجلاً لا شك في وقوعه بهم { فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً } أي [ إلا ] جحوداً بربهم . ثم قال تعالى : { قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي } . أي : قل يا محمد : لهؤلاء المشركين لو أنكم أنتم تملكون خزائن أملاك ربكم إذاً لبخلتم بذلك خشية الفقر قاله ابن عباس . وقال قتادة : خشية الفاقة . والرحمة هنا المال . وقيل النعم ، حكى أهل اللغة أنفق الرجل وأصرح وأعدم واقتر إذا قلّ ماله . ثم قال : { وَكَانَ ٱلإنْسَانُ قَتُوراً } . يعني الكافر خاصة ، بمنزلة قوله : { إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } [ العاديات : 6 ] . ومعنى " قتوراً " : بخيلاً قاله ابن عباس . وقال قتادة : ممسكاً . يقال أقتر يقتر وقتر يقتر ويقتر بمعنى . ثم قال تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } . أي : تبين لمن رآها أنها لموسى عليه السلام ، شاهدة له على صدقه قال ابن عباس : هي يده وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل / والضفادع والدم . وقال الضحاك : ألقى عصاه مرتين عند فرعون ، ونزع يده ، والعقدة التي كانت بلسانه ، وخمس آيات في الأعراف : الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم . قال محمد بن كعب القرظي : سألني عمر بن عبد العزيز عن التسع آيات ، فقلت له : هن الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم و [ البحر و ] عصاه والطمسة والحجر . فقال : وما الطمسة ؟ ، فقلت : دعا موسى وأمنّ هارون ، فقال الله { قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا } [ يونس : 89 ] . فقال عمر : كيف يكون الفقه إلا كذا . يعني بالطمسة قولهما : { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ [ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ ] } [ يونس : 88 ] قال : فدعا عمر بخريطة كانت لعبد العزيز ابن مروان ، أصيبت بمصر فإذا فيها " الجوزة والبيضة والعدسة ما تنكر ، مسخت حجارة ، كانت من أموال فرعون أصيبت بمصر . وروى ابن وهب عن مالك أنه قال : هي الحجر ، والعصا واليد والطوفان والجراد والقمل والضفادع و [ الدم و ] الطور . وقال مالك : الطوفان الماء . وروى مطرف عن مالك في قوله " تسع آيات بينات " أنه قال : هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا ويده والبحر والجبل إذ نتقه عليهم . وقال عكرمة : هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا واليد والسنون ونقص من الأموال والأنفس والثمرات . وهو قول الشافعي . وكذلك روى قتادة عن ابن عباس أيضاً قال : منها سبعة متتابعة في الأعراف . واليد والعصا . وقال الحسن مثل ذلك ، إلا أنه جعل السنين ونقص من الثمرات آية ، وجعل التاسعة تلقف العصا ما يأفكون . وروي عن صفوان بن عسال : " أن يهوديين سألا النبي صلى الله عليه وسلم عن التسع الآيات فقال : هن ألا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولا تمشوا ببرئ إلى سلطان ليقتله ، ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ، ولا تقذفوا المحصنة ، ولا تولوا الفرار بعد الزحف وعليكم خاصة يهود ألا تعتدوا في السبت فقبلا يديه ورجليه وقالا : نشهد أنك نبي ، فقال : وما يمنعكما أن تتبعاني ؟ فقالا : إن داود دعا ألا يزال من ذريته نبي ، وإنا نخاف إن اتبعناك أن تقتلنا يهود " . ثم قال : { فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ } . أي إذ جاءهم موسى . قال الحسن : سؤالك إياهم نظرك في القرآن . وقيل هو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم يراد به الشاك من أمته . وقرأ ابن عباس { فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ } على الخبر ، يعني سأل موسى فرعون أن يرسل معه بني إسرائيل . ثم قال تعالى : { فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً } . معناه : أن فرعون لما رأى الآيات ولم يكن له فيها مدفع قال : إن موسى ذو سحر ، وإن ما تفعل يا موسى من العجائب من سحرك . وقيل : هو مفعول في موضع فاعل أي : ساحر ، بمنزلة { حِجَاباً مَّسْتُوراً } [ الإسراء : 45 ] أي : ساتراً . وقيل : معناه مخدوعاً .