Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 117-117)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال : { وَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً } . أي : إذا حتم أمراً ، أو أحكم أمراً . ومنه قيل للقاضي : حاكم ، لأن أصل كل قضاء الإحكام له ، والفراغ منه . قوله : { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } . زعم [ قوم أن ] هذا مخصوص في إحياء الميت ومسخ الكافر ونحوه لأن الأمر لا يكون إلا لموجود ولا يكون لمعدوم . وهذا قول مرغوب عنه . ومعنى الآية : أنه تعالى عالم بالأشياء التي ستكون وكانت فقوله لها : " كن " إنما هو قول لموجود في علمه ليخرجه إلى العيان لنا . وقد قيل : إن المعنى : فإنما يقول من أجله كن . فـ " لَهُ " بمعنى من أجله . وهذا أيضاً قول لا يمتنع وهو عام ، لا يقتضي الأمر لموجود ، لأن القول من أجله وقع لا له . وقال الطبري : " أمره للشيء " يكن " ، لا يتقدم الموجود ولا يتأخر عن الموجود ، بل هو في حال يكون ذلك ، فلا يكون الشيء مأموراً بالوجود إلا وهو موجود بالأمر . ولا موجود إلا وهو مأمور بالوجود " . قال : " ونظير ذلك قيام الأموات من قبورهم لا يتقدم / دعاء الله عز وجل ولا يتأخر عنه ، وقد قال تعالى : { ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } [ الروم : 25 ] . فمعنى الآية أن الله مبدع الأشياء ومالكها ، قد ابتدع المسيح صلى الله عليه وسلم وأنشأه إذ أراد خلقه من غير ذكر " . والهاء في " له " تعود على الأمر ، و " له " بمعنى من أجله . وقيل : تعود على القضاء الذي دل عليه " قضى " . / وقيل تعود على المراد الذي عليه الكلام .