Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 116-116)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال : { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } . أي : وقال الذين منعوا الذكر في مساجد الله وسعوا في خرابها : اتخذ الله ولداً . { سُبْحَـٰنَهُ } : أي : براءة له من ذلك وتنزيهاً له . قال أبو إسحاق : " يريد به النصارى واليهود والمشركين من العرب ، لأنهم قالوا : الملائكة بنات الله ، وقالت اليهود : عزير ابن الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله " . وروي عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قَال اللهُ تَعَالَى : كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ . وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ . أَمّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَيَزْعُمُ أَنِّي لاَ أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ . وَأَمّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ ، [ فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ ] وَلَداً " . قوله : { كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } . أي : مطيعون . وقيل : مطيعون يوم القيامة . وقيل : مقرون بالعبودية . وقال الفراء : " هو خصوص يراد به أهل الطاعة " . وأصل القنوت في اللغة الطاعة ، والقنوت القيام الطويل . وقال الحسن : " يعني اليهود والنصارى ومشركي العرب ؛ كل [ له قائم ] بالشهادة بأنه عبد له " . قال يحيى : " إنما خص الحسنُ اليهود والنصارى ومشركي العرب ، لأنهم هم الذين كانوا بحضرة النبي [ عليه السلام ] يومئذ " . وقال في آية أخرى : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } [ الزخرف : 87 ] . من تفسير ابن سلام . قوله : { بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [ البقرة : 117 ] . { أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ } [ الأنعام : 101 ] . أي : كيف يكون له ولد وهو خلق السماوات والأرض بمن فيهما وابتدعهما من غير مثال . والمبدع المخترع للشيء ، وبديع / : بمعنى مبدع .