Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 121-121)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَتْلُونَهُ } . قال ابن مسعود : " ومعنى { حَقَّ تِلاَوَتِهِ } ، أي : يحل حلاله ويحرم حرامه ، ويضعه على مواضعه . فمن قرأ منه شيئاً كان له بكل حرف عشر حسنات " . وعني بذلك من آمن بالنبي [ عليه السلام ] ، فيكون " يتلون " الخبر . وإن شئت " أولئك " الخبر ، و " يتلون " حال . وقيل : عني بذلك من آمن بالنبي [ عليه السلام ] من بني إسرائيل والنصارى ، فيكون " يتلون " الخبر ، وهو اختيار الطبري . فيكون مردوداً على ما قبله من ذكرهم ولم يجر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ذكر فيرد إليهم ، ولآلهم ذكر بعدها ، فتجعل الآية مبتدأة فيهم ، ولا جاء أثر بأن ذلك فيهم . فردها إلى ما قبلها أولى وهو ذكر بني إسرائيل والنصارى . وأجاز ابن كيسان أن يكون : { يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ } خبراً عن " الذين " على أن يكون " الذين " يراد بهم المرسلون والأنبياء صلوات الله عليهم . وأجاز أن يراد " بالذين " العاملون بالكتاب خاصة منهم ؛ فيكون " يتلون " الخبر أيضاً . ويجوز وجوه أخرى أيضاً . وروي أنها مخصصة نزلت في أربعين رجلاً من أهل نجران بعضهم ، ومن الحبشة بعضهم ، ومن الروم منهم ثمانية ؛ وهم الملاحون أصحاب السفينة الذين أقبلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع جعفر بن أبي طالب أثنى الله تعالى عليهم إذ آمنوا بكتابهم وبالنبي صلى الله عليه وسلم ، فأثنى الله عز وجل عليهم في غير موضع من كتابه ، فيكون " يتلون " خبراً عنهم … وإن جعلته عاماً كان " يتلون " حالاً لا غير ، لأنك إن جعلته خبراً أوجبت أن كل منْ أوتي الكتاب من النصارى ومن بني إسرائيل يتلونه حق تلاوته ، وليسوا كذلك . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } . أي : بمحمد صلى الله عليه وسلم لأنهم إذا تلوا / التوراة حق تلاوتها وجدوه مكتوباً فيها . فهم يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ضرورة / إذا أنصفوا في التلاوة . ومعنى { يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ } أي : يتبعونه حق اتباعه . كذلك رواه مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله . أي : يتبعون ما فيه حق اتباعه . وقيل : معناه : يقرأونه حق قراءته . وقد قيل : إن الهاء في " به " عائدة على الكتاب كالهاء في " يتلونه " والهاء في " ومن يكفر به " . قال ابن زيد : " تعود على محمد صلى الله عليه وسلم " . وقيل تعود على الكتاب .