Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 144-146)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

/ قوله : { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ } . إلى قوله : { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } . أي : قد نرى يا محمد تصرف نظرك نحو السماء . روي أنه صلى الله عليه وسلم كان قبل تحويل قبلته من بيت المقدس إلى الكعبة يرفع بصره إلى السماء ينتظر من الله الأمر بالتحويل إلى الكعبة . قال قتادة : " كان النبي [ صلى الله عليه وسلم ] يقلّب وجهه إلى السماء ، يحب أن يصرفه الله تعالى إلى الكعبة حتى صرفه الله عز وجل إليها " . وهذا يدل على أنه لم يصلِّ إلى بيت المقدس إلا بوحي ، فكان ينتظر متى يؤمر بترك ما أمر به . ولو كان إنما صلّى إلى بيت المقدس باختياره لم ينتظر الأمر فيه ، ولرجع إلى الكعبة باختياره أيضاً . وقد قال تعالى : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } [ النجم : 3 ] . فكيف يأمرهم بالصلاة إلى بيت المقدس من عند نفسه . هذا بعيد . وقال بعض العلماء : " إنما أحب النبي [ عليه السلام ] أن يُرَدَّ إلى الكعبة لأن اليهود كانوا يقولون : يتبع قبلتنا ويخالفنا في ديننا ! / فلما ردّه الله إلى الكعبة انقطع قول اليهود " . وقال ابن زيد : " قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : { فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ } فقال النبي [ عليه السلام ] " هَؤُلاَءِ قَوْمٌ يَهُودٌ يَسْتَقبلُونَ بَيْتاً مِنْ بُيُوتِ الله عز وجل ، فَلَوْ أَنَّا اسْتَقْبَلْنَاهَا " فَاسْتَقْبَلَ النبي [ عليه السلام ] معهم بيت المقدس ستة عشر شهراً ، فبلغه أن اليهود تقول : والله / ما درى محمد وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم . فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، ورفع وجهه إلى السماء . فأنزل الله عليه { فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } الآية " . فهذا يدل على أنه استقبل بيت المقدس من غير أمر أتاه من عند الله ، وأنه إنما أتاه من الله الإباحة باستقبال أي موضع شاء . ثم نسخ الله فعله لأنه كان صلى الله عليه وسلم يتبع آثار الأنبياء صلى الله عليهم وسلم ، فلذلك صلّى نحو بيت المقدس / مع ما طمع به من استمالة اليهود أن يؤمنوا به . وقال ابن عباس : " كان النبي عليه السلام لما هاجر إلى المدينة - وكان أكثر أهلها اليهود - أمره الله [ جلَّ وعزَّ ] أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود ، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهراً . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة أبيه إبراهيم وكان يدعو وينظر إلى السماء ، فأنزل الله عز وجل : { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ } إلى { صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } . فهذا يدل على أن الله سبحانه أمره باستقبال بيت المقدس ثم نسخها بالكعبة . " وروي أن النبي [ عليه السلام ] كان يصلي بمكة نحو بيت المقدس مع استقباله الكعبة ، فلما هاجر إلى المدينة صلى نحو بيت المقدس أيضاً / سبعة عشر شهراً ، ووقع في نفسه الصلاة نحو الكعبة ، فأقبل يقلّب وجهه إلى السماء كيف يستقبل الكعبة . فأتاه جبريل عليه السلام ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لَوَدِدْتُ يَا جِبْريلُ أَنَّ اللهَ صَرَفَنِي عَنْ قِبْلَةِ اليَهُودِ إِلَى غَيْرِهَا " ، فقال له جبريل عليه السلام : إنما أنا عبد مثلك ، وأنت كريم على الله ، فادعه وسله ، ثم ارتفع جبريل ، وجعل النبي يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بالذي سأل ، فأنزل الله جل ذكره : { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ } الآية " . وقال إبراهيم بن اسحاق : " أول أَمْر الصلاة أنها فرضت ركعتين بمكة في أول النهار ، وركعتين في آخره . فلما كانت ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة ، أسري به صلى الله عليه وسلم وفرض عليه خمسون صلاة ، ثم نقصت إلى خمس صلوات ، فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم فأمَّهُ عند البيت ، فأول ما صلّى به الظهر نحو بيت المقدس مع استقبال الكعبة . ثم قدم المدينة في شهر ربيع الأول ، فصلى إلى بيت المقدس تمام سنة إحدى عشرة وصلى من سنة اثنتين ستة أشهر ثم حوّلت القبلة في رجب . وروى الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن القبلة صرفت في جمادى . وقال الواقدي : " في النصف من شعبان صرفت " . فوقع الاختلاف على مقدار اختلافهم في عدة الأشهر التي صلى في المدينة إلى بيت المقدس . وقيل : إنما نسخ الله باستقبال الكعبة قوله : { فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ } [ البقرة : 115 ] . فأباح له أن يستقبل إلى أي ناحية شاء . ثم نسخ ذلك بقوله : { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } . وقال ابن عباس : " أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة " . قال الله عز وجل لنبيه : { وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ } . فصلى نبيه عليه السلام نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق ثم صرفه الله إلى البيت العتيق فقال : { وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } / . ابن وهب عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنه قال : " بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزل عليه الليلة قرآن ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم / إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة " . وحدث مالك عن ابن المسيب أنه كان يقول : " صلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة / ستة عشر شهراً نحو بيت المقدس ، ثم حوّلت القبلة قبل بدر بشهرين " . وذكر البراء في ذلك كله نحوه . وقال أنس : " مرّ بهم رجل وهم ركوع نحو بيت المقدس ، فنادى : " ألا إن القبلة قد صرفت إلى الكعبة " . فمالوا كما هم ركوعاً " . قال الواقدي : " صرفت / يوم الثلاثاء للنصف من شعبان سنة اثنتين " . وقال ابن شعبان : " صرفت إلى الكعبة في رجب " . وقال : { سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا } [ البقرة : 142 ] . يعنون بيت المقدس ، فأنزل الله : { قُل للَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } . وروى ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " إن الصلاة أول ما فرضت ، إنما فرضت ركعتين ، ثم أتمّ الله صلاة الحضر ، وأُقِرَّت صلاة السفر على حالها " . قال ابن شهاب : فقلت لعروة : فما حمل عائشة على أن تصلي في السفر أربع ركعات ؟ فقال عروة : تأولت عائشة في ذلك ما تأول عثمان [ بن عفان ] في إتمام الصلاة بمنى " . قال أبو عبيد : تأول عثمان في إتمام الصلاة بمنى ثلاثة أوجه : فيقال : إنه اتخذ أهلاً بمكة . ويقال : إنه تأول : إني الخليفة فحيثما كنت فهو عملي . والوجه الثالث : أنه بلغه أن أعرابياً صلّى معه ركعتين فظن أن الفريضة ركعتان فانصرف إلى منزله فلم يزل يصلي ركعتين السنة كلها ، فلما بلغه ذلك أتم الصلاة . / وأما عائشة رضي الله عنها . فتأولت أنها أم المؤمنين فحيثما كانت فكأنها مع ولدها مقيمة " . " وروي أن أول من صلى إلى الكعبة من المسلمين بالمدينة البراء بن معرور من بني سلمة ، وذلك أنه كان قد بايع النبي [ عليه السلام ] على العقبة وكان نقيباً ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنِّي رَمَقْتُكَ فَأُحِبُّ أَنْ تَعُودَ إِليَّ حَتَّى تُهَاجِرَ مَعِي فَتَكُونَ لَكَ مَعَ النَّصْرَةِ هِجْرَةٌ " . فلما توجه إلى المدينة مع السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار على العقبة ، مرض بالمدينة فكان يصلي إلى الكعبة لموعدة النبي صلى الله عليه سلم . فلما حضرته الوفاة ، قال : اجعلوا مالي ثلاثة أثلاث : ثلثاً لله وثلثاً لرسوله وثلثاً لوليي ، وإذا مت فحوّلوا وجهي نحو محمد صلى الله عليه وسلم لموعدي معه . فكان أول من صلى إلى الكعبة ، وأول من دفن نحوها ، وأول من أوصى بثلثه . فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أخبر بوفاته وبالوصية ، فقال : " أَمَّا ثُلُثِي فَرَدٌّ عَلَى وَلَدِهِ ، وَأَمَّا / [ ثُلُثُ الله ] فَأُنْفِقُهُ فِي سَبيلِ اللهِ عز وجل " . وكان له ابن صالح من خيار النقباء اسمه بشر بن البراء ، وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم : " هُوَ سَيِّدُ بَنِي سَلَمَةَ " وهو الذي أكل من الشاة التي سمّت للنبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك مات يوم خيبر . / وقوله : { فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } : أي : فلنصرفنك إلى قبلة ترضاها وهي الكعبة . ومعنى ترضاها : تهواها وتحبها . ثم قال : { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } . أي : نحوه وقصده وتلقاءه . قال عبد الله بن عمر : " صرفت قبلته حيال ميزاب الكعبة " . وكان يجلس في المسجد الحرام حيال الميزاب ، فإذا سئل عن ذلك تلا هذه الآية . وقال ابن عباس : ولّى وجهه نحن [ البيت ] كله " ، وهو قول أكثر العلماء . وقد قال أسامة بن زيد : " رأيت النبي [ عليه السلام ] حين خرج من البيت أقبل بوجهه إلى الباب فقال : " هَذِهِ القِبْلَةُ هَذِهِ القِبْلَةُ " . " وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى ركعتين مستقبلاً باب الكعبة وقال : " هَذِهِ القِبْلَةُ " ، مرتين . " ثم قال : { وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ } . أي : وأينما كنتم أيها المؤمنون فولّوا وجوهكم بصلاتكم نحو المسجد الحرام . فالهاء في " شَطْرِهِ " عائدة على المسجد الحرام . فأوجب الله بهذه الآية على المؤمنين فرض التوجه نحو المسجد الحرام في صلاتهم حيث ما كانوا من الأرض . ثم قال تعالى : { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ } . أي : وإن أحبار اليهود وعلماء النصارى ليعلمون أن التوجه نحو المسجد الحرام الحق الذي فرض الله على إبراهيم [ عليه السلام ] وذريته وسائر عباده بعده ، فرض ذلك عليهم . قال قتادة والضحاك : " يعرفون أن القبلة هي الكعبة " . قال الضحاك : " كمعرفتهم أبناءهم " . والهاء في " أنه " تعود على التولية إلى الكعبة ، ودل على التولية قوله : { فَوَلِّ } . وعن الكسائي أنه قال : " الهاء تعود على الشطر " . ثم قال : { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } . من قرأ بالتاء رده على الخطاب في قوله : { وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ } . ومن قرأه بالياء رده على الإخبار / عن الذين أوتوا الكتاب لتقدم ذكرهم . ثم قال : { وَلَئِنْ أَتَيْتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ } . أي : ولئن جئت يا محمد اليهود والنصارى بكل برهان وحجة بأن الحق ما جئتهم به من فرض التحول إلى المسجد الحرام ، ما صدقوا به ولا اتبعوه مع قيام الحجة عليهم . وقوله : { وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ } . أي : ما لك من سبيل يا محمد إلى / اتباع قبلتهم لأن اليهود تستقبل بيت المقدس بصلاتها ، والنصارى تستقبل / المشرق . فمن أين يكون لك يا محمد السبيل إلى اتباع قبلتهم مع اختلاف وجوهها ، فالزم ما أمرت به من استقبال المسجد الحرام . ثم قال : { وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ } . أي : وما اليهود بتابعين قبلة النصارى ، ولا النصارى بتابعين قبلة اليهود . قاله السدي وغيره . وقيل : معناه : وما الذين اتبعوك من اليهود بتابعين قبلة من لم يتبعك ، ولا الذين لم يتبعوك بتابعين قبلة من اتبعك منهم . وقال السدي : " أنزل الله تعالى هذه الآية من أجل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حوّل إلى الكعبة قالت اليهود : إن محمداً اشتاق إلى قبلة إبراهيم ومولده ، ولو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن يكون هو / صاحبنا الذي ننتظره ، فأنزل الله عز وجل : { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ } إلى قوله : { لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } . وهو قول ابن زيد . ثم قال : { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ } . أي : ولئن التمست يا محمد رضا هؤلاء اليهود والنصارى الذين قالوا لك ولأصحابك : { كَانَ / هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ } ، فاتبعت قبلتهم من بعد ما جاءك من العلم أنهم على باطل وعلى عناد للحق ، وأنهم يعرفون أن الحق ما أنت عليه إنك إذاً لمن الظالمين لنفسك . وهذا خطاب للنبي [ عليه السلام ] ولسائر أمته . وقيل : المراد به أمته . ثم قال : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } . يعني أحبار اليهود وعلماء النصارى . { يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ } أي : يعرفون أن البيت الحرام هو قبلة إبراهيم صلى الله عليه وسلم ومَن قبله مِن الأنبياء كما يعرفون أبناءهم . هذا قول قتادة وهو قول ابن عباس والربيع والسدي وابن زيد وابن جريج . وعن قتادة أيضاً : { يَعْرِفُونَهُ } أي : يعرفون محمداً صلى الله عليه وسلم أنه نبي كما يعرفون أبناءهم . وهو قول الزجاج . والهاء في { يَعْرِفُونَهُ } على القول الأول تعود على الشطر أو على التولية . وعلى القول الثاني تعود على محمد صلى الله عليه وسلم ويكون التأويل : " يعرفونك يا محمد " . لكن صرف الكلام من المخاطبة إلى الغيبة على مذهب العرب . وقال مقاتل : " الهاء في ( يَعْرِفُونَهُ ) تعود على البيت الحرام " . ثم قال : { وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } . أي وإن / طائفة من اليهود والنصارى ليكتمون أن القبلة هي المسجد الحرام وهم يعلمون أنها حق . وقال قتادة وغيره : " يكتمون أمر محمد صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون أنه حق يجدونه في التوراة والإنجيل " .