Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 198-198)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } . أي لا حرج ولا ضيق في الشراء والبيع قبل الإحرام وبعده . ونزلت هذه الآية في قوم كانوا لا يتجرون إذا أحرموا ، يرونه من البر ، فأعلمهم الله أنه لا حرج فيه وليس من البر . وقيل : إن قوماً كانوا يزعمون أنه ليس لتاجر ولا جَمَّال ولا أجير حج ، فأعلمهم الله أن ذلك مباح . قوله : { فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَٰتٍ } : أي اندفعتم . وسميت عرفات بهذا الاسم ، لأن نعتها كان عند إبراهيم صلى الله عليه وسلم . فلما رآها عرفها ، فقال : " قد عرفت " فسميت " عرفات " . وقال السدي : " لما أذَّن [ إبراهيم في الناس بالحج ] أجابوه بالتلبية ، فأمره الله عز وجل أن يخرج إلى عرفات ، ونعتها له فخرج . فلما بلغ الشجرة عند العقبة ، استقبله الشيطان يرده فرماه بسبع حصيات / يكبر مع كل حصاة فطار ، فوقع على الجمرة الثانية وهي [ عقبة الثنية ] فصده فرماه وكبر ، فطار ، فوقع على الجمرة الثالثة فرماه وكبر ، فلما رأى أنه لا يطيقه ذهب ، فلم يدر إبراهيم أين يذهب حتى أتى ذا المجاز رآه . فلما نظر إليه ، لم يعرفه وهو مكان ، فسمي ذلك " المجاز " . ثم انطلق حتى وقف بعرفات ، فلما نظر إليها عرف النعت ، فقال : قد عرفت فسمي " عرفات " ، فوقف بها حتى إذا أمسى ازدلف إلى " جمع " ، فسمي " المزدلفة " / فوقف " بِمَجمع " . وقال ابن عباس : " كان جبريل يُعَلِّمُ إبراهيم المناسك ، وإبراهيم صلى الله عليه وسلم يقول : قد عرفت ، فلذلك سميت عرفات . وسمي الموسم موسماً لأن الناس يسم فيه بعضهم بعضاً أي يعرف " . والمشعر هو ما بين جبلي المزدلفة من حد منتهى مأزمي عرفة إلى محسر ، وليس مأزماً عرفة من المشعر . وموضع المصلى اليوم في بطن عرفة ، فإذا خرج الإنسان منه صار بعرفة . قوله : { وَإِن كُنْتُمْ مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ } . معناه : وما كنتم من قبل الهدى إلا من الضالين ، " فَإنْ " بمعنى " ما " واللام بمعنى " إلا " . وقد قيل : إنَّ " إنْ " بمعنى " قد " ذكره الطبري ، وليس بجيد في اللغة .