Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 1-1)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

واختلف العلماء في معاني أوائل السور : فعن ابن عباس أقوال ، منها : أنه قال : " الۤمۤ ؛ أنا الله أعلم ، الۤرۤ ؛ أنا الله أرى " . فالألف : يؤدي عن " أنا " ، واللام : يؤدي عن اسم الله . والميم : تؤدي عن " أعلم " ، والراء : يؤدي عن " أرى " . وعنه [ أن ] أوائل السور مأخوذة من أسماء الله . فيقول في { كۤهيعۤصۤ } [ مريم : 1 ] : " إن الكاف : من كاف ، والهاء : من هاد " . وعنه أيضاً " أنها أقسام ، أقسم الله بها ، وهي من أسماء الله جل ذكره " . وقد قال بكل قول من هذه الأقوال جماعة من العلماء . وروى عنه عطاء أنه قال في { الۤـمۤ } : " الألف : الله ، واللام : جبريل ، والميم : محمد صلى الله عليه وسلم " [ وكذلك ] روى الضحاك عنه . وقال قتادة : " الۤمۤ ، اسم من أسماء القرآن " . وروي مثله عن مجاهد . وعن مجاهد أيضاً أنه قال : " هي فواتح السور " . وقال أبو عبيدة والأخفش : " هي افتتاح كلام " . وقال زيد بن أسلم : " هي أسماء السور " . وروى ابن جبير عن ابن عباس : " { كۤهيعۤصۤ } [ مريم : 1 ] : كبير ، هاد ، عزيز ، صادق " . وقال محمد بن كعب : { حـمۤ * عۤسۤقۤ } : الحاء والميم : من الرحمان ، والعين : من العليم ، والسين : من القدوس ، والقاف : من القهار " . / وقال في { الۤمۤصۤ } : " الألف واللام : الله ، والصاد : من الصمد " . وقال بعض أهل النظر : " هي تنبيه " . وقال قطرب في معناها : " كان المشركون ينفرون عند قراءة القرآن . فلما سمعوا " { الۤـمۤ } و { الۤمۤصۤ } وقفوا ليفهموا ما هو وأنصتوا ، فاتصلت تلاوة القرآن بها / فسمعوه ، وثبتت عليهم الحجة ، وجحدوا بعد سماع ما هو حجة عليهم . وهذه حكمة بالغة من الله ، والله أعلم بذلك " . وعن قطرب أيضاً أنه قال : " هي حروف ذكرت لتدل على أن هذا القرآن مؤلف من هذه الحروف المقطعة " . وقال أبو العالية : " هي الحروف من التسعة وعشرين حرفاً دارت بها الألسن كلها ، ليس فيها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه ، وليس منها حرف إلا وهو في آلائه ونعمائه ، وليس منها ( حرف ) إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم . الألف : مفتاح اسمه : الله ، واللام مفتاح / اسمه : لطيف ، والميم مفتاح اسمه : مجيد . الألف : آلاء الله ، واللام : لطفه ، والميم : مجده . الألف : سنة ، واللام : ثلاثون سنة ، والميم : أربعون سنة " . وقال جماعة : " هي مما لا يعلمه إلا الله ، ولله في [ كل كتاب ] سر ، وهذه الحروف سره في كتابه " . وقيل : هي اسم الله الأعظم . رواه السدي عن ابن عباس . ويروى أن اليهود لما سمعت / { الۤـمۤ } ، قالوا : " الألف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، فهذه إحدى وسبعون سنة ، وهي مدة ملك محمد . أفتدخلون في دين ، إنما مدة ملكه إحدى وسبعون سنة . فلما سمعوا { الۤمۤصۤ } [ الأعراف : 1 ] قالوا : هذا أثقل وأطول ؛ الألف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون والصاد ستون فذلك إحدى وثلاثون ومائة سنة ، فلما سمعوا { الۤر } [ يونس : 1 ] و { الۤمۤر } [ الرعد : 1 ] و { حـمۤ * عۤسۤقۤ } [ الشورى : 1 - 2 ] ، قالوا : قد لبس علينا الأمر ، فما ندري ما يقيم ملكه . فأنزل الله عز وجل : { مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } [ آل عمران : 7 ] . فهذا الذي اشتبه عليهم في هذا التأويل والله أعلم . وهذه الحروف تسمى حروف المعجم ، وإنما سميت بذلك لأنها مبينة للكلام فاشتق لها هذا الاسم من قولهم : " أعجَمْتُ الِكتَابَ " إذا بَيَّنْتَهُ . وقيل : إنما اشتق لها هذا من قولهم : " عَجَمْتُ الْعُودَ " إذا عَضَضْتَهُ لِتَخْتَبِرَهُ . فيكون " المعجم " من هذا أتى على توهم زيادة الهمزة ، كما أتى " لواقع " على توهم حذف الهمزة من " ألْقَحْتُ " ، وكان الأصل " ملاقح " . كذلك كان الأصل " المعجوم " ، إذا جعلته من " عَجَمْت " . وقد قالوا : / " مسعود " ، على تقدير حذف الهمزة من " أسعده الله " ، وقرئ : { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ } [ هود : 108 ] - بضم السين - على ذلك التقدير . فكذلك المعجم من " عجمت " على تقدير حذف الهمزة من " أعجمت " ، فيكون معناه حروف الاختبار ، وهي موقوفة مبنية على السكون أبداً ، إلا أن تخبر عن شيء منها ، أو تعطف بعضها على بعض ، فتعربها ، تقول : هذه جاء وياء " . وهي تؤنث وتذكر .