Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 210-210)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ } . مَن خَفَضَ " الملائكة " عَطَفَ على " { ظُلَلٍ } " . وقال أبو إسحاق : " هي عطف على الْغَمَامِ " ، وهي قراءة أبي جعفر ، وقراءة الجماعة [ بالرفع على العطف ] على الاسم المرفوع بعد " يَأتِيَهُمْ " . وقرأ أبو جعفر " فِي ظُلالٍ وَقَضَاءِ الأَمْرِ " بالمد والخفض . وفي قراءة أبي : " إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ وَالْغَمَامُ فِي ظلل مِنَ المِلاَئِكَةِ " . وهذا الإتيان عند أكثرهم يوم القيامة يكون . وقال قتادة : " ذلك عند الموت " . وهو قول شاذ . وقيل : معنى { فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ } ، " بظلل " ، ففي بمعنى " الباء " . وهذا قول حسن بَيِّن . قال عكرمة : { ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ } " طاقات منه والملائكة حوله " . وأكثر أهل التفسير على أن في الكلام تقديماً وتأخيراً في قراءة من رفع الملائكة ، والمعنى : إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام . قالوا : والرب يأتي كيف شاء ، و { فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ } من حال الملائكة . وجماعة منهم على أنه تعالى يأتي في ظلل من الغمام ، وتأتي الملائكة / كيف شاء . وهذا اختيار الطبري . وروى ابن عباس عن النبي [ عليه السلام ] أنه قال : " إن الغمامة [ طاقات يأتي الله جل وعز ] فيها محفوفاً " . قال أبو محمد رضي الله عنه : [ ويجب ] أن تعتقد أن صفات الله جل ذكره بخلاف صفات المخلوقين ، فلا تعتقد إلا أن الإتيان والمجيء من الله تبارك وتعالى صفة وصف بها نفسه لا إتيان انتقال وتغير حال ، تعالى الله عن ذلك . وقد قدره قوم على حذف كأنه " إلا أن يأتيهم أمر الله " . وقيل : معناه : ثواب الله وعقابه . وهذا كله توعد لمن تقدم ذكره من التاركين للدخول في الإسلام ولسعيهم بالفساد في الأرض . ومعنى : { وَقُضِيَ ٱلأَمْرُ } : فرغ منه . قوله : { وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } . أعلمنا تعالى برد الحساب والعقاب إليه والأمور الآن وفي كل وقت إليه مصيرها ، وبيده تصرفها ، وعن مراده كونها . وإنما خص ذلك الوقت بالذكر لأنه وقت لا يدعي فيه أحد أمراً ولا نهياً ولا ملكاً ولا مقدرة ، والدنيا فيها الجبارون والكافرون يدعون ذلك لأنفسهم ، والآخرة لا يدعي فيها أحداً شيئاً ، فلذلك خص الله رد الأمور إليه / في الآخرة مع كونها مردودة إليه في الدنيا .