Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 265-265)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ [ أَمْوَالَهُمُ ] ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ } . ضرب الله الآية الأولى مثلاً لأعمال الكافرين يوم القيامة ، وشبه صدقة أهل الرياء والكفر بالصفوان الذي عليه تراب فأصابه مطر شديد ، ثم ضرب هذه الآية مثلاً لأعمال المؤمنين وصدقاتهم . فمعنى قوله : { وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } ، أي يقيناً وثقة . قاله السدي وقتادة وأبو صالح . وقال مجاهد : " يثبتون : أين يضعون أموالهم " . قال الحسن : " يعني زكاتهم " . وروي عن قتادة : " { وَتَثْبِيتاً } : احتساباً من أنفسهم " . وعن الحسن أنه قال : " يثبت إذا أراد أن ينفق ، فإن كان لله أنفق وإلا أمسك " . قوله : { كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ } . شبه فعل هؤلاء في صدقاتهم بجنة بربوة ، وهي الترعة أصابها وابل وهو المطر الشديد العظيم القطر ، فإن أخطأها الوابل أصابها الطل وهو الندى . وقال الضحاك : " هو الرذاذ من المطر ، يعني اللين منه " . والهاء في { أَصَابَهَا } تعود على الجنة أو على الربوة ، وكذلك الهاء في " يصبها " . قوله : { فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ } . أي فهي لا تخلف ؛ لا بد من إتيان الأكل . فكذلك عمل المؤمن لا خلف لخيره . وسميت الربوة ربوة لأنها ربت على وجه الأرض . / أي ارتفعت من : " ربا " إذا زاد . قال مجاهد : " الربوة المكان الظاهر المستوي " . وكذلك قال الحسن . وقال الضحاك : " الربوة المكان المرتفع الذي تجري فيه الأنهار " . وقال السدي : " { بِرَبْوَةٍ } : برابية من الأرض " يريد المنخفض . وقال ابن عباس : " الربوة : المكان المرتفع الذي لا تجري فيه الأنهار " / وتقدير الكلام عند المبرد : " فطل يكفيها " . وعلى ذلك يستحسن الوقف على { فَطَلٌّ } . وقدَّره غيره . " فهو طل " أو " أصابها طل " .