Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 266-266)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ } الآية . قوله : { وَأَصَابَهُ ٱلْكِبَرُ } . على تقدير : " وقد أصابه الكبر " ، ولذلك عطفه على " أَيَوَدُّ " وهو مخالف له . وقيل : هو محمول على المعنى ، تقديره : " أيود أحدكم لو كانت له جنة وأصابه الكبر " . وهذا مثل ضربه الله لنفقة المنافق والمرائي . ينفقانهما رياء الناس ، فهو يحمد على ما ظهر منه في الدنيا ولا حاجة به إلى ذلك في الآخرة كالرجل الذي له جنة من نخيل وأعناب ولا كبر معه ولا ذرية . فلما كبر ، وصارت له ذرية ضعفاء . وضعف عن الكسب والتصرف ، ولا طاقة لذريته على التكسب لضعفهم وصغرهم ، فعند ذلك احترقت جنته ، فانقطع في أحوج ما كان إليها ، ولم ينتفع بها في شبيبته وقلة عياله إذ كانت سالمة . كذلك المنافق أو المرائي ، إذا أتى في الآخرة لم يجد شيئاً من عمله ، وهو أحوج ما يكون إليه ، ولم ينفعه حمد الناس على ما ظهر لهم من عمله . فحاجته إلى العمل الصالح ، كحاجة هذا الكبير الذي له ذرية ضعفاء إلى جنته . قوله { إِعْصَارٌ } . أي ريح فيها سموم فاحترقت ، وهي ريح عاصفة تهب من الأرض إلى السماء كأنها عمود / والجمع أعاصير ، وهي التي تسميها الناس : الزوابعة . وقال الحسن : " { إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ } : ريح فيها برد شديد " . { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ } . أي هكذا البيان المُتَقَدم في الصدقة ، والجهاد ، وقصة إبراهيم ، وجميع ما سلف . { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ } أي العلامات . { لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } . قال / ابن عباس : " تتفكرون في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها " . وقال مجاهد : { لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } : أي تطيعون " .