Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 267-267)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ } . قال علي رضي الله عنه : " من الذهب والفضة ، الجياد منها " . أي زكوا من ذلك . وقيل : من الحلال . وقال مجاهد : " ما كسبتم من التجارة ، { وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ ٱلأَرْضِ } : يعني ما فيه زكاة مما بينته السنة " . { وَلاَ تَيَمَّمُواْ ٱلْخَبِيثَ } : أي الرديء ، اي لا تعمدوا إلى الرديء تتصدقون به فتجعلوه زكاتكم . ونزلت هذه الآية في رجل من الأنصار ، علق قِنوا من حشف للصدقة وكانوا يعلقون في أيام الجداد في مسجد النبي [ عليه السلام ] / بين كل أسطوانتين أقناء يأكل منها المهاجرون والأنصار ، فعلق هذا الرجل قنوا من حشف فنهوا عن ذلك ، وهو الخبيث يراد به الرديء . وقال علي : " كان الرجل يعزل الرديء من التمر للصدقة ، فنزلت الآية " . وهو قول الحسن ومجاهد وعطاء . وقال ابن زيد : " الخبيث : / الحرام " . أي لا تتصدقوا من الحرام ، وتصدقوا من الحلال . قوله : { وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ } . أي لستم بآخذين الرديء من المال من غرمائكم إلا عن إغماض منكم ؛ أي كراهية ، فتأخذونه كأنكم قد أغمضتم أعينكم ، فلا ترونه كراهة فيما أعطيتم . وقرأ الحسن " أن تُغْمَضُوا " بفتح الميم وضم التاء . أي لستم تأخذونه حتى تنقصوا من سعر غيره . وكذلك قرأ قتادة . قيل : معناه : لستم تأخذونه إلا أن يهضم لكم من ثمنه أي ينقص . وقرأ الزهري : " تَغْمِضُوا " بفتح التاء ، وكسر الميم . وعنه أيضاً بضم التاء ، وتشديد الميم . وقال علي : " لستم ممن يأخذ الرديء حتى يهضم لكم " ، أي يرخص عليكم من ثمنه ، فيقول تعالى : " ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم إلا عن تغمض وترخص في أخذه وكراهة " . وقال ابن زيد : " لستم ممن يأخذ الحرام حتى يغمض لكم فيه من الإثم " . قوله : { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ } . أي غني عن أن تتصدقوا بالرديء والدنيء ، وتأخذوا لأنفسكم الجيد . / { حَمِيدٌ } لمن تصدق بطيب ماله .