Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 28-28)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ } الآية . أي من أين يتجه لكم الكفر بالله مع نعمه عليكم إذ كنتم أمواتاً فأحياكم . أي لم تكونوا شيئاً فأوجدكم . وفي " كيْفَ " معنى التعجب من فعلهم وليست باستفهام ، ولكنها توبيخ / وتعجب . والعرب تسمي الشيء الممتنع ميتاً ؛ يقولون : " هَذَا أَمْرٌ مَيِّتٌ " إذا كان ممتنعاً . وقيل : معناه كنتم تراباً ، يعني به آدم صلى الله عليه وسلم فجعلكم ذوي حياة . وقيل : معناه فأحياكم يعني في القبر للمساءلة ثم يميتكم في القبر بعد المساءلة ، ثم يحييكم يوم القيامة . ويلزم قائل هذا أن تكون الآية إنما خوطب بها أهل القبور ، وذلك بعيد إلا أن يحمل على أنه [ خطاب لمن حضر ] . والمراد به آباؤهم وأسلافهم . ويكون " تكفرون " بمعنى في موضع " كفرتم " وفيه بعد . و " قد " مضمرة مع " كنتم " لأنه حال مما قبله . وقيل : المعنى أنهم كانوا أمواتاً في أصلاب الآباء ثم أحياهم في الأرحام ، ثم يميتهم في الدنيا عند انقضاء آجالهم ، ثم يحييهم يوم القيامة . وقيل : المعنى أنه أحياهم إذ أخرجهم من ظهر آدم لأخذ الميثاق ، وقد كانوا أمواتاً لا حياة فيهم . وقيل : أيضاً : الموتة الأولى هي موتة النطفة في وقت خروجها من الرجل إلى الرحم لأن كل ما في الحي فهو حي حتى [ يفارقه فيكون ] في عداد الأموات ، وكذلك الأعضاء إذا فارقت الحي فهي ميتة ، فكل ما في الإنسان من أعضائه وما يلزم جسده حي حتى يفارقه فيكون ميتاً . وروى أبو صالح عن ابن عباس أنه قال : " أماته ثم أحياه في قبره - يعني لِلْمُسَاءَلَةِ - ثم أماته ، ثم أحياه يوم القيامة " . وهذا قول قد تقدم نظيره . وقال ابن مسعود : " هي مثل قوله : { رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ } [ غافر : 11 ] " . وسترى تفسير هذا في موضعه . / وقد قيل : إن معنى الآية : وكنتم أمواتَ الذِّكْرِ ، فأحياكم حتى ذكرتم ، ثم يميتكم ، أي يردكم رفاتاً لا تذكرون ، ثم يحييكم للحساب والجزاء فتذكرون . وهو مروي / عن ابن عباس . وهو اختيار الطبري . والهاء في { إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } تعود على الله عز وجل . وقيل : تعود على الأحياء للخلود في الجنة ، أو في النار ، أي ثم إلى الأحياء ترجعون . والأول أحسن .