Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 41-41)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ } . أي هذا القرآن يصدق التوراة والإنجيل لأن فيها الأمر باتباع / محمد صلى الله عليه وسلم ، وكذلك في القرآن . فمن لم يتبعه فقد كفر بالجميع ؛ لأنهم يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل . وكذلك حكى الله عنهم ، فإذا جحدوا به فقد جحدوا ما هو مكتوب عندهم ، ومَن جحَد حرفاً واحداً من كتاب الله فهو جاحد للجميع . قوله : { أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } . أي أول من كفر . وقيل : أول فريق كافر . وقيل : معناه : لا تسبوا الكفر وأنتم علماء فيُقتدى بكم . وقيل : معناه : [ ولا تكونوا ] أول من كفر به من أهل الكتاب ؛ يريد قريظة والنضير خاصة ، لأنه قد كفر به المشركون قبل ذلك / بمكة ، وليس نهيه أن تكونوا أول كافر يبيح لهم أن يكونوا ثانياً أو ثالثاً فما بعده ، لأن النهي عن الشيء لا يكون دليلاً على إباحة أضداده . وذلك في الأمر جائز ، يكون الأمر بالشيء دليلاً عن النهي عن أضداده . والهاء في " به " تعود على محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : على كتابهم لأنهم إذا كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فقد كفروا بكتابهم . وقيل : الهاء تعود على القرآن لأنه جرى ذكره في أول الآية ، ولم يجر ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ولا التوراة والإنجيل باللفظ ، ولكن جرى ذلك بالمعنى في قوله : { لِّمَا مَعَكُمْ } . وقيل : إن هذا خطاب لقريظة والنضير لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم عليهم فعصوه فكانوا أول من كفر به من اليهود . قوله : { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَٰتِي ثَمَناً قَلِيلاً } . كان لأشراف اليهود مأكلة يأكلونها من أموال الناس كل عام على الدين فخشوا أن يؤمنوا فتذهب مأكلتهم .