Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 54-54)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ } الآية . قال السدي : " لما رجع موسى صلى الله عليه وسلم إلى قومه قال : { يٰقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً } [ طه : 86 ] إلى قوله : { فَكَذَلِكَ أَلْقَى ٱلسَّامِرِيُّ } [ طه : 87 ] ، ثم أخذ العجل فحرقه [ فأبرده ] بالمبرد فذراه في اليم ، ثم أمرهم موسى صلى الله عليه وسلم أن يشربوا من اليم فشربوا . فمن كان في قلبه محبة من العجل خرج على / شاربه الذهب ، وهو قوله : { وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } [ البقرة : 93 ] . فلما / علموا أنهم قد ضلوا ندموا ، فلم يقبل الله توبتهم إلا أن يقتل بعضهم بعضاً ، فذلك قوله : { فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } إلى { ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } . فصفوا صفين ، ثم اجتلدوا بالسيوف والخناجر ، فكان من قتل شهيداً . قال علي بن أبي طالب : " كان الرجل يقتل أباه وأخاه حتى قتل منهم سبعون ألفاً ، فأوحى الله إليه : ( مرهم فليرفعوا ) القتل فقد رحمتُ من قتل وتبت على من بقي " . وروي أنهم قالوا لموسى صلى الله عليه وسلم : كيف يَقْتُلُ الرجل أخاه وقريبه ؟ فقال موسى : إن الله [ تعالى يأمر الذين عبدوا ] العجل أن يجثوا ، ويأخذ الذين لم يعبدوا العجل السيوف . وقال الله جل ذكره لموسى عليه السلام : إني سأنزل سحابة سوداء حتى لا يبصر بعضهم بعضاً ، ثم أمر الذين لم يعبدوا العجل أن يضربوا بالسيوف ففعلوا فقتلوهم أجمعين / . فلما ارتفعت السحابة اشتد على موسى وعليهم ما صنعوا ، فقال الله جل ذكره : يا موسى أما يرضيك أني أدخلت القاتل والمقتول الجنة ؟ قال : بلى يا رب " . وقال ابن شهاب : " لما أمرت بنو إسرائيل بقتل أنفسها برزوا ومعهم موسى فاضطربوا بالسيوف والخناجر ، وموسى صلى الله عليه وسلم رافع يديه يدعو ، حتى إذا فتر أتاه بعضهم فقال : با نبي الله : ادع الله لنا . وأخذوا بعضديه يسندون يديه ، فلم يزل أمرهم على ذلك حتى قبل الله توبتهم وقبض أيديهم / فألقوا السلاح . وأحزن موسى صلى الله عليه وسلم و [ بني إسرائيل الذي ] كان من القتل منهم ، فأوحى الله جل ذكره إلى موسى : ما يحزنك ؟ أما من قتل ، فحَيّ عندي يُرزَق ، وأما من بقي فقد قبلت توبته ، فسُرّ بذلك موسى صلى الله عليه وسلم وبنو إسرائيل .