Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 63-63)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ } الآية . / وقال ابن زيد : " لما رجع موسى صلى الله عليه وسلم من عند ربه بالألواح ، أمرهم باتباع ما فيها وقبوله والعمل به . فقالوا : ومن يأخذه بقولك أنت ، لا والله حتى نرى الله جهرة وحتى يطلع علينا ويقول : هذا كتابي فخذوه . قال : فجاءته غضبة من الله فصعقوا فماتوا جميعاً ، ثم أحياهم الله من بعد ذلك . فقال لهم موسى صلى الله عليه وسلم : خذوا كتاب الله قالوا : لا . قال : أي شيء أصابكم ؟ قالوا : أُمتنا ثم حُيينا . فقال : خذوا كتاب الله . قالوا : لا . فبعث الله ملائكة فنتقت الجبل فوقهم فهو تأويل . { وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ } فلما صار فوقهم ، قيل لهم : خذوا ، وإلا طرح عليكم . فأخذوه بالميثاق / ، فهو قوله : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ } [ البقرة : 83 ] إلى { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } [ البقرة : 144 ] . ولو أخذوه أول مرة لأخذوه بغير ميثاق ، ولكن عسروا فشدد الله عليهم " . والطور : الجبل . وقيل : هو اسم جبل بعينه معروف كلم الله سبحانه عليه / موسى صلى الله عليه وسلم . وقيل : هو ما أنبت دون ما لم ينبت من الجبال . وقال السدي : " لما نظروا إلى الجبل فوقهم خروا سجّداً على شق ، ونظروا إليه [ بالشق الآخر فرحمهم ] الله وكشف عنهم فهم يسجدون لذلك على شق " . / فقوله : { وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ } [ الأعراف : 171 ] وقوله : { وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ } واحد . ومعنى : { بِقُوَّةٍ } أي : بجد وعزيمة ورغبة وعمل ، وهو التوراة . وروي أنهم قالوا : لا نقبل التوراة ، فرفع الله فوقهم الطور كأنه ظلة ، فأيقنوا أنه واقع عليهم ، وبعث الله ناراً من قِبلِ وجوههم ، وأتاهم بالبحر من خلفهم ، فقال لهم موسى صلى الله عليه وسلم : " إن أنتم لم تقبلوا التوراة بما فيها أحرقكم الله بهذه النار ، وغرقكم في هذا البحر ، وأطبق عليكم هذا الجبل " . فأخذوها كارهين ، وعاهدوا الله ليعملن بما فيها وسجدوا لله وهم ينظرون إلى الجبل بعين واحد مخافة أن يقع عليهم فصارت سنة فيهم لا يُصَلّون إلا هكذا . ثم عصوا بعد ذلك وخالفوا العهد ، فهو قوله : { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } لعاجلهم بالعقوبة ، فيخسرون دنياهم وآخراهم . قوله : { وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ } . أي أتلوه . وقيل : معناه : اذكروا ما فيه من أمر الآخرة وهو الثواب والعقاب لعلكم تتقون ما تعاقبون عليه .