Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 67-67)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً } . قالوا : إنما جاء الجواب بغير فاء لأنه تعالى إنما أذكرهم هذا الذي كان ، فجعل " قالوا " كالجواب لقوله على انقطاع الكلام وتمامه . فهو حكاية كانت من كلامين : أحدهما جواب للآخر ، وليس أحدها محمولاً على الآخر . ولو أتى بالفاء لحسن . ولو قلت : " قُمْتُ قامَ زيْدٌ " ، لم يجز إلا بالفاء ، لأنه كلام واحد ، الثاني محمول على الأول ، فلم يتصلا إلا بحرف فاء أو واو ، وليس مثل الآية فافهمه . قوله : { قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ } . ذكر السدي أنه كان رجل من بني إسرائيل مكثراً من المال وله ابنة ، وله ابن أخ فقير من المال ، فخطب إليه ، فأبى أن يزوجه ، فعمل على قتله ، وقال : والله لأقتلن عمي ولآخذن ماله ، ولأنكحن ابنته ، ولآكلن ديته . فلما قتله ليلاً جعله في بعض السكك وأصبح يطلب عمه ، فوجد أهل ذلك الموضع قياماً عليه فأخذهم وقال : قتلتم عمي فأدوا ديته وجعل يبكي [ فرفعهم إلى موسى صلى الله عليه وسلم ] فقضى عليهم بالدية ، فقالوا : يا نبي الله ادع لنا ربك يبين لنا مَن صاحبه . فقال : اذبحوا بقرة . فقالوا : نحن نسألك عن القتيل ، وأنت تأمرنا بذبح البقرة أتهزأ بنا ؟ فقال : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين " . قال ابن عباس : " فلو اعترضوا بقرة ما ، فذبحوها لأجزأت عنهم ، ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم " . وقيل : [ إنه أخو المقتول كان ] . وقيل : كانوا جماعة ورثة استبطوا موته ليرثوه فقتلوه . وقال مقاتل : " كان القاتلان اثنين قتلا ابن عم لهما وطرحاه بين قريتين ، فطولب أهل القريتين بالدية فحلفوا أنهم ما قتلوه " .