Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 7-7)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ } . معناه طبع الله عليها مجازاة لهم بكفرهم . وقيل : معناه : حكم الله عليهم بذلك لما سبق في / علمه من أنهم لا يؤمنون . وقيل : معناه : أنهم [ لما تجاهلوا عن ] قبول أمر الله عز وجل وفهمه ، وَصَمُّوا عن أمر الله سبحانه ، جعل الله تعالى ذلك منسوباً إليهم عن فعلهم ، كما يقال : " أهلكه المال " أي هلك به . وقيل : معناه : أن الله تعالى جعل ذلك علامة تعرفهم بها الملائكة . وأصل الختم الطبع . والرين على القلب دون الطبع ، والقفل أشد من الختم . قال مجاهد : " القلب مثل الكف ، فإذا أذنب العبد قبض عليه - وأشار بقبض الخنصر تمثيلاً - ثم إذا أذنب قبض عليه ، ومثل بقبض البنصر هكذا حتى ضَمَّ أصابعه كلها . ثم يطبع عليه أي يختم " . وقال ابن عباس : " إنما سمي القلب قلباً لأنه يتقلب " . وروى أبو موسى الأشعري أن النبي [ عليه السلام ] قال : " الْقَلْبُ مِثْلُ رِيشَةٍ فِي فَلاَةٍ يُقَلّبُهَا الرّيحُ " . وعنه في حديث آخر : " تُقَلِّبُهَا الرِّيحُ بِأرضِ " فضاءِ ظَهْر البَطْنٍ " " . قوله : { عَلَىٰ قُلُوبِهمْ } . تكتب " على " " وإلى " و " لدى " بالياء دون سائر الحروف مثلها لأنها أخف من الأفعال ، وكثر استعمالها ، ولأن ألفها يرجع إلى الياء مع المضمر دون سائر الحروف فكتبت مع المظهر بالياء لذلك . وتقع " على " بمعنى الباء ، تقول : " آركب على اسم الله " أي باسم الله . وتقع بمعنى " مع " نحو قولك : " جئت على زيد " أي معه . وتقع بمعنى " من " نحو قوله : { عَلَى ٱلنَّاسِ / يَسْتَوْفُونَ } [ المطففين : 2 ] أي من الناس . وتقع أيضاً في مواضع حروف أخر قد ذكرناها في كتاب مفرد للحروف . وقوله : { وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ } . إنما وُحِّد السمع لأنه مصدر يقع على القليل والكثير . وقيل : وُحِّد لأنه يؤدي عن الجمع . وقيل : التقدير : " وعلى مواضع سمعهم " ، ثم حذف المضاف وإنما أعيدت " على " في قوله : " { وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَٰرِهِمْ } للتأكيد في الوعيد . وقيل : أعيدت لأجل مخالفة السمع للقلوب في أنه أتى / بلفظ التوحيد ، وأتت القلوب بالجمع . وقيل : أعيدت لأن الفعل مضمر مع الحرف تقديره : " وختم على سمعهم " . فأما إعادة الحرف في { وَعَلَىٰ أَبْصَٰرِهِمْ } ، فلِلعِلَلِ التي ذكرنا ، ولأنه حرف متصل بفعل مضمر غير الأول فقويت فيه الإعادة ، والتقدير : " وجعل على أبصارهم غشاوة " . وهذا ، إنما هو على قراءة من نصب غشاوة ، وهو مروي عن عاصم . فأما من رفع ، فإنما أعيد الحرف لأنه مخالف للأول ، لأنه خبر ابتداء . ومعنى الغشاوة الغطاء ، ومنه : " غاشية السيف والسرج " أي غطاؤه . وفي { غِشَاوَةٌ } ، لغات قرئ بها ، وهي فتح الغين ؛ وبه قرأ أبو حيوة ، وضم الغين ؛ وبه قرأ الحسن . وقرأ الأعمش " غَشْوَة " على فعلة .