Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 88-88)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلُوبُنَا غُلْفٌ } . هو جمع أغلف كأنها في غلاف وغطاء . يقال : " سيف أغْلَفُ إذا كان في غلافه " . وقال قتادة : " معناه قلوبنا لا تفقه " . وقال ابن عباس وغيره : " معناه : قلوبنا في غطاء وغلاف فليس نفهم ما تقول كما قال : { قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا } [ فصلت : 5 ] . ويجوز أن يكون " غُلْفٌ " جمع " غلاف " ، لكن أسكن تخفيفاً . ومعناه : قلوبنا أوعية للعلم لا تحتاج إلى / علم محمد صلى الله عليه وسلم . وعلى ذلك قراءة من قرأ بِضَمِّ اللام ، وهي قراءة الأعرجِ / وابن محيصن ورويت عن أبي عمرو وابن عباس . قوله : { بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ } . أي أبعدهم الله وطردهم وأخزاهم . وأصل اللعن الطرد والإبعاد والإقصاء . { فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } نصبه على أنه نعت لمصدر محذوف أو لظرف محذوف . وقيل : هو منصوب بـ " يؤمِنُونَ " ، و " ما " زائدة . ومعناه أنهم يقرون بالله ويوحدونه ، ويكفرون بالنبي [ عليه السلام ] كما قال { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } [ يوسف : 106 ] . ويجوز أن يكون المعنى أنهم لم يؤمنوا البتة ، تقول العرب " قَلّ الشَّيء " إذا لم يوجد . ويُقال : " قَلَّما رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا " أي : ما رأيت مثله . وحكى الكسائي عن العرب : " مَرَرْتُ بِبِلاَدٍ قَلَّ مَا تُنْبِتُ إلاَّ الكُرَّاثَ والبَصَلَ " أي : ما تنبت سواهما . وحكى سيبويه : " قلّ رجلٌ يقُولُ ذَلكَ إلاّ زَيْداً " . وقال أهل التفسير : " معناه : فقليلاً منهم من يؤمن ، لأن الذين آمنوا من المشركين أكثر كثيراً ممن آمن من اليهود " . وهذا مروي عن قتادة ويلزم منه رفع " قليل " . وقيل : المعنى : ليس يؤمنون مما في أيديهم إلا بقليل " . والاختيار عند أكثرهم قول من قال : " إنهم قليلوا الإيمان بما أنزل على النبي [ عليه السلام ] .