Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 89-89)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ } الآية . جواب " لما " محذوف ، كأنه قال : كفروا ، أو نحوه ، كما قال : { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ لِيَسُوءُواْ } [ الإسراء : 7 ] . أي : خليناكم وإياهم ، فحذف ، ومثله قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ } [ يس : 45 ] أي : أعرضوا ، ثم حذف جميعه لعلم السامع ، وهو كثير في القرآن . والكتاب هنا ؛ القرآن ، أي : يصدق التوراة والإنجيل . قوله : { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ } الآية . قال ابن عباس : " كانت العرب في الجاهلية يمرون على اليهود / فيؤذونهم ، واليهود يجدون صفة محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة فيسألون الله أن يعجل ببعثه فينصروا به على العرب لِما وصل إليهم من أذى العرب / . فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قد عرفوه وسألوا الله في بعثه كفروا به " . وقال مجاهد : " كانوا يقولون : " اللهم ابعث لنا هذا النبي يفصل بيننا وبين الناس ، فلما بعث كفروا به " . وقيل : إنهم كانوا يرغبون إلى الله في النصر عند حروبهم / بمحمد [ عليه السلام ] ويستشفعون به فينصرون فلما جاءهم بنفسه كفروا به حسداً وبغياً وهم يعلمون أنه رسول . وبمثل هذا القول قال السدي وعطاء وأبو العالية . وهذا من أدل ما يكون [ على أنهم جحدوا نبوة ] محمد صلى الله عليه وسلم على علم به وصحة أنه نبي مبعوث إلى الخلق حسداً وبغياً .