Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 93-93)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ } الآية . أخذ الله ميثاق بني إسرائيل بأن يعملوا بما في التوراة بقوة أي : بجد وعزم ونشاط وكان ذلك إذ رفع فوقهم الطور . قوله { وَٱسْمَعُواْ } : أي : استمعوا ما أمرتم به ، وتقبلوه بالطاعة . { قَالُواْ سَمِعْنَا } : أي : سمعنا قولك وعصينا أمرك . وخرج في هذا من لفظ الخطاب إلى لفظ الغيبة كما قال : { حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم } [ يونس : 22 ] . وقد يخرج من الغيبة إلى الخطاب كما قال تعالى : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ } [ الفاتحة : 2 ] ، ثم قال بعد ذلك : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } [ الفاتحة : 5 ] . قوله : { وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } . أي : حب العجل من أجل كفرهم . وقيل : المعنى إنهم سقوا من الماء الذي ذري فيه براية العجل . وقال السدي : " إنهم شربوا من الماء الذي ذري فيه سحالة العجل بأمر موسى صلى الله عليه وسلم / لهم . فمن كان يحبه خرج على شاربه الذهب فذلك قوله : { وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ } . وأولى هذه الأقوال قول من قال : حب العجل . لأن الماء لا يقال فيه : أشربته بمعنى " سقيته " . وروي أنهم قالوا لموسى صلى الله عليه وسلم : " إن عبادة العجل أسهل علينا من عبادة الرحمن ، لأن العجل إن عصيناه لم يعذبنا ، والرحمن إن عصيناه / عذبنا " . فأنزل الله : { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ } . قوله : { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ } . معناه أي : قل يا محمد : بئس الإيمان إيمان يأمركم بالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ، لأن التوراة تنهى عن الجحود بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وتنهى عن القتل وعن تبديل ما أنزل الله وأنتم على ذلك مصرون . { إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } : أي : في قولكم إن كنتم تؤمنون بما أنزل إليكم . وقيل : معناه : ما كنتم مؤمنين .