Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 94-94)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ } . معناه : إن كانت لكم الجنة على قولكم وأنتم إليها صائرون ، فتمنوا الموت فإن ذلك لا يضركم . ففضحهم الله تعالى في كذبهم ودعواهم ، وَعَلِم الناس أن تأخرهم عن التمني يدل على كذبهم ، وكذلك امتنع النصارى إذ دعاهم النبي [ عليه السلام ] إلى المباهلة في عيسى صلى الله عليه وسلم فافتضحوا ، وعلم أنهم كاذبون في دعواهم . قال النبي [ عليه السلام ] " لَوْ أنَّ اليَهُودَ تَمَنَّوا المَوْتَ لماتُوا وَلَرَأَوْأ مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ . وَلَوْ خَرَجَ الَّذِينَ يُبَاهِلُونَ لَرَجَعُوا / لاَ يَجِدُونَ أهْلاً وَلا مَالاً " ، رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . وإنما دعوا إلى تمني الموت لأنهم كانوا يقولون : { نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } [ المائدة : 18 ] . ويقولون : { لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ } [ البقرة : 111 ] . فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم : إن كنتم صادقين / فيما تقولون ، فتمنوا الموت فلم يفعلوا فَبَانَ كذبهم . قال ابن عباس : " [ قيل لهم ] : ادعوا بالموت على أي : الفريقين أكذب فأبوا " . وقوله : { مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ } . أي : من دون جميع الناس . وقيل : من دون محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه .