Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 97-97)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ } الآية . قال ابن عباس : " جبرائيل وميكائيل مثل عبد الله وعبد الرحمان " . قال عكرمة : " جبر " و " ميك " و " إسراف " [ عبد و " إيل " : الله عز وجل ] . ومعنى الآية فيما قال ابن عباس : " إن عصابة من اليهود سألوا النبي [ عليه السلام ] عن مسائل ، منها أن قالوا : أي الطعام حرّم إسرائيل على نفسه ، وعن ماء الرجل وماء المرأة ، وعن الذكر والأنثى ، وقالوا أخبرنا من هذا النبي الأمي في التوراة ؟ ومن وليُّه من الملائكة ؟ فأخذ [ عليهم النبي عليه السلام عهوداً ] أنهم يؤمنون إن أخبرهم وناشدهم الله على ذلك فأخبرهم أن إِسْرَائِيلَ مَرِضَ مَرَضاً شَدِيداً فَنَذَرَ إِنْ عَافَاهُ اللهُ مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِلَيهِ ، وَكَانَ أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحُومَ الإِبِلِ ، وأَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانَهَا ، فَقَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ . فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " اللَّهُمّ اشْهَدْ ، ثُمَّ نَاشَدَهُمْ اللهَ وَقالَ : " هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَاءَ الرَّجُل أَبْيَضٌ غَلِيظٌ ، وَمَاءُ المَرْأَةِ أَصْفَرٌ رَقِيقٌ ، فَأَيُّهُمَا عَلاَ كَانَ لَهُ الوَلَدُ وَالشَّبَهُ بِإِذْنِ / الله عز وجل ، وَإذَا عَلاَ مَاءُ الرَّجُلِ كَانَ / الوَلَدُ ذَكَراً ، وَإِِنْ عَلاَ مَاءُ المَرْأَةِ / كَانَ أُنْثَى ؟ قَالُوا : اللُّهُمَّ نَعَمْ . قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، ثُمَّ نَاشَدَهُمْ اللهَ ، وَقَالَ : هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ [ هَذَا النَّبِيَّ الأُمِّيَّ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ ؟ ] قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ . قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ : [ قَالُوا : وَأَنْتَ ] الآنَ ، فَحَدِثْنَا مَنْ وَلِيُّكَ مِنَ المَلاَئِكَةِ وَنُجَامِعُكَ . / فَقَالَ : إِنَّ وَليِّي جِبْرِيل وَلَمْ يَبْعَثِ اللهُ نَبِيّاً قَطْ إِلاَّ وَهُوَ وَلِيُّهُ . قَالُوا : فَعِنْدَهَا نُفَارِقُكَ ؛ لَوْ كَانَ وَلِيُّكَ سِوَاهُ مِنَ المَلاَئِكَةِ تَابَعْنَاكَ وَصَدَّقْنَاكَ فَأَنْزَلَ اللهُ : { قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ } إلى { كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } " . وروى الشعبي أن عمر بن الخطاب جرت بينه وبين اليهود مناظرة طويلة ، فأقسم عليهم : هل تعلمون أن محمداً نبي فأقروا به . فقال : ولمَ أهلكتم أنفسكم ، وأنتم تعلمون أنه نبي ؟ فقالوا : إنه قَرَن بنبوته عدونا من الملائكة وهو جبريل ، ولو قرن بها ميكائيل لآمنا به . فسألهم عمر عن هذه العدواة فقالوا : إن جبريل ينزل بالعذاب والسخط والشدائد والغلظة ، وإن ميكائيل ينزل بالرأفة والرحمة والتخفيف . فقال لهم عمر : وما منزلتهما عند الله ؟ قالوا : أحدهما على يمينه ، والآخر على يساره . فقال عمر : فوالله الذي لا إله إلا هو إنهما - والذي بينهما - لَعَدُوٌّ لمن عاداهما ، وسِلْمٌ لمن سالمهما ، ما ينبغي لجبريل أن يسالم عدو ميكائيل ، ولا لميكائيل أن يسالم عدو جبريل . ثم انصرف [ عمر عنهم ، فوجد النبي [ عليه السلام ] خارجاً من خوخة [ لبني فلان ، فقال لعمر ] : ألا أقرئك آيات نزلت قبل ؟ فقرأ عليه : { قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ } إلى { كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } . فقال عمر : وَالذي بعثك بالحق ، لقد جئت وأنا أريد أن أخبرك ، فأسمع اللطيف الخبير سبقني إليك بالخبر " . وروي عن عمر هذه القصة بغير هذه الألفاظ إلا أن المعنى يؤول إلى شيء واحد . ومعنى ما في هذا الحديث من ذكر اليمين واليسار ، إنما يراد به القرب في المنزلة من الله عز وجل على التمثيل فلا يحل لأحد أن يتمثل في هذا ، وفيما شابهه جارحة إذ ليس كمثله شيء . قوله : { فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ } الآية . أي : نزل الفرقان من عند الله على قلب محمد ، ولو قال قلبي لكان جيداً ، والعرب / تقول : " قل يا زيد للقوم عندي الخبر " " وقل لهم عندك الخبر " . كل ذلك حسن جيد . ولا يقرأ إلا بما في المصحف . قوله : { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } أي : لما سلف من الكتب والرسل .