Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 9-9)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ } . الخداع : إظهار خلاف الاعتقاد . وقوله : { وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم } . أي وباله يرجع عليهم . واختار جماعة من العلماء : ( وَمَا يَخْدَعُون ) - بفتح الياء وسكون الخاء - من غير ألف ، وهي قراءة ابن عامر وأهل الكوفة ، وإنما اختاروا ذلك لأن الله جل ذكره أخبر عنهم أولاً أنهم { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ } . ولفظ قوله : { وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم } ، نفي ذلك ، فيصير في ظاهر اللفظ قد أوجب شيئاً ثم نفاه بعينه ، فوجب أن يختاروا { وَمَا يَخْدَعُونَ } ليكون المنفي على معنى مخالفاً للموجب . [ فأما وجه ] قراءة من قرأ الثاني " { وَمَا يَخْدَعُونَ } بألف فهو على معنى : وما يخادعون تلك المخادعة المذكورة عنهم إلا أنفسهم ، إذ وبالها راجع عليهم . و " خادع " في اللغة ، يجوز أي يكون معناه / معنى " خدع " من واحد . ومعنى " خدع " بلغ مراده . فلذلك أجمع القراء على { يُخَادِعُونَ } في الأول لأنه ليس بواقع ، وفي الثاني { يُخَادِعُونَ } بغير ألف لأنه أخبر تعالى أنه واقع بهم وراجع عليهم . وذكر القتبي أن معنى الأول : يخادعون بالله الذين آمنوا / وهو قولهم إذا لقوا المؤمنين : آمنا " . وأصل المفاعلة أن تكون من اثنين ، لكن قد أتت من واحد ، قالوا : " عَاقَبْتُ اللِّصَّ " ، " وَطارَقْتُ النَّعْلَ " و " جَازَيْتُ فُلاناً وَحَادَيْتُهُ وَوَادَعْتُهُ وَدارَيْتُهُ " . والمخادعة في هذا المعنى إنما هي للنبي / صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، أي يخادعون نبي الله وأولياءه . و " خدع " فعل واقع ، و " خادع " فعل يجوز أن يقع ، ويجوز ألا يقع ، فلذلك اختار بعض العلماء ، { وَمَا يَخْدَعُونَ } إلا أنفسهم لأنه فعل واقع بهم بلا شك ، " فَيَخْدَعُون " أولى من " يخادعون " الذي يجوز أن يقع ، ويجوز ألا يقع . وقوله : { وَمَا يَشْعُرُونَ } . أي ليس يشعرون ، أي يعلمون أن ضر مخادعتهم راجع عليهم .